Historia Moderna de Najd

Amin Rihani d. 1359 AH
156

Historia Moderna de Najd

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

Géneros

عندما أقفلت في وجه وفد القاهرة أبواب الحجاز جاء إلى الرياض في طليعة هذا العام الهجري (نوفمبر 1917) وفد من الكويت ومن البحرين (1336ه / 1917م)، مؤلف من الوكيل السياسي الكولونل هاملتن والمستر فلبي والكولونل أون؛

2

ليفاوضوا ابن سعود في الأمرين السياسي والحربي اللذين تقدم ذكرهما؛ أي ليوفقوا بينه وبين الحسين، وليستنهضوه على ابن الرشيد وعلى أحلافه من عشائر العراق.

وكان عبد العزيز قد علم بتوقيف وفد القاهرة في جدة، فطلب المستر فلبي أن يتوسط في الأمر وتعهد إذا أذن بالسفر إلى الحجاز أن يعود عاجلا ومعه المعتمد البريطاني، فأذن له عبد العزيز بالسفر، وأرفقه برهط من رجاله.

قد كان للمستر فلبي قصد آخر في رحلته هذه، وهو يلمح إليه في كتابه. فلا بأس إذن - خصوصا أن تلك الحوادث أصبحت في ذمة التاريخ - بالإفصاح عنه في كتابنا. من المعلوم أن الطريق إلى نجد برا من الحجاز هي أقصر جدا من الطريق البحرية الهندية، وقد كانت رغم ادعاء الملك حسين آمن منها في تلك الأيام. ومما لا يعلمه الناس أن المال الذي كان يبذل في شبه الجزيرة كان يجيء عن طريق مصر، وأن الحكومة الإنكليزية في الخليج الفارسي كانت في حاجة إلى قسم كبير ليصرف في أطراف العراق ونجد.

عاد الكولونل هاملتن والكولونل أون إلى الكويت، وسافر المستر فلبي في الشهر الأول من عام 1918 إلى الحجاز، وهو متأكد أنه سيعود في الطريق نفسها ومعه في الأقل المال الذي كان متوقفا في جدة. قد أرسل معه ابن سعود كتابا إلى الملك حسين مدبجا بيراع اللطف والولاء. ولكن الحسين - وهو المشهور بتصلبه - تغلب على اللطف فيه وحتى على المواربة، فتجهم المستر فلبي ولم يلبس غيظه شيئا من زخرف الكلام أو الابتسام: «الرجوع إلى نجد يا حضرة النجيب هو غير ممكن الآن، غير ممكن.»

أما رجال ابن سعود فأذن لهم بالرجوع إلى بلادهم، ولم يزودهم بكلمة لطف أو عنف لعبد العزيز: «لا لزوم يا أولادي للكتابة، نحن نحل مشاكلنا بيدنا.» كذلك عولج المشكل السياسي خلال الحرب، فظل مشكلا بعدها.

أما الشكل الحربي فقد كان جله يختص بمصادرة المؤن والذخائر التي كانت تصل إلى الأتراك في بغداد وفي الشام عن طريق الكويت والبادية.

وكانت الكويت الباب الأكبر للتهريب تجيئها المؤن، الشاي مثلا والأرز والسكر من الهند والعجم فتباع بأسعار باهظة، وتتسرب إلى وكلاء الدولة أو بالحري إلى رؤساء العشائر، فيهربونها إلى الأتراك والألمان في سورية وفلسطين.

ومن أولئك الرؤساء ماجد بن عجيل شيخ العبدة - أكبر قبائل شمر - وضاري بن طوالة شيخ شمر العراق، وعجيمي السعدون رئيس المنتفق. فقد كان العدو في الشام وفي بغداد يحصل بواسطتهم، مهما كانت الأسعار باهظة، على كثير من الأرزاق والذخائر التي كانت تجيء إلى الكويت للإنكليز في جنوب العراق.

Página desconocida