Historia Moderna de Najd
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Géneros
إلى الروضة إذن! مشى عبد العزيز ورجاله على الأقدام كي لا يشعر العدو بقدومهم، ولكن بعض كشافة ابن الرشيد رأوهم فبادروا إلى أميرهم بالخبر.
استيقظ عبد العزيز بن الرشيد وشرع يجمع جيشه الذي كان مؤلفا من ستمائة من الحضر وألف ومائتين من خيالة البدو.
وصل عبد العزيز بن سعود إلى ساحة القتال، فهجمت رجاله على من تحفز من رجال ابن الرشيد، فتصادم الجيشان وتواقعا تحت جناح الليل في (18 صفر / 14 نيسان) من هذه السنة، فتقهقر الرشيديون، فاحتل السعوديون مراكزهم.
وكان عبد العزيز الرشيد راكبا حصانه يدور في معسكره مستنهضا محرضا. فلما وصل إلى المكان الذي كان فيه فرقة من جنوده ظن أنها لا تزال هناك، فصاح بحامل البيرق يحرضه على الهجوم: «من هان يا الفريخ (اسم صاحب البيرق) من هان يا الفريخ!»
وأين الفريخ؟ قد تقهقر وا أسفاه مع المتقهقرين، فحل محله بيرق ابن سعود. - «من هان يا الفريخ!»
عرف رجال ابن سعود الصوت فصاحوا: ابن الرشيد! ابن الرشيد!
ثم تكلم الرصاص.
أطلقت البنادق السعودية على الأمير التائه، فخر صريعا وفيه بضع وعشرون رصاصة. - «وهذا سيفه وهذا خاتمه بالأمام.» •••
كان عبد العزيز بن متعب بن الرشيد في الخمسين من سنه يوم ذبح هذه الذبحة في روضة مهنا بالقرب من بريدة. وتدعى الوقعة بذبحة ابن الرشيد.
قلت في كلمة التمهيد لهذه السيرة: إن هذا الأمير الرشيدي كان جبارا عتيا، لا أثر للخوف في قلبه، ولا شيء من الرحمة والحنان. وقد كان فوق ذلك قطوبا عبوسا يشد عقاله فوق عينيه، وكوفيته على فمه، فسمي العبوس الملثم. ألا قلما كان يبتسم، بل قلما كان يكشف وجهه كله للناس. ولم يكن على شيء من السجايا التي تحبب القائد إلى رجاله والأمير إلى رعيته.
Página desconocida