Historia de la gramática árabe: Visto desde la evolución de su concepto: Reflexiones exploratorias
تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية
Géneros
يعلق أحد الباحثين المعاصرين على هذا بقوله: «فالمجرى مصطلح عروضي أساسا، وليس مصطلحا نحويا، ولكن سيبويه استعار هذا المصطلح واستعمله.»
26
ويضيف في مكان آخر من دراسته: «ولسيبويه الحق في أن يأخذ مصطلحا ما من أي علم من العلوم، ويوظفه كيفما شاء في علمه، وعلى القارئ أن يحذر من مفاهيم المصطلحات، ولا يؤول المصطلح إلا داخل العلم المستخدم فيه.»
27
يضيف ابن منظور إلى ما قاله عن المجرى: «والمجاري: أواخر الكلم؛ وذلك لأن حركات الإعراب والبناء إنما تكون هناك. قال ابن جني: سمي بذلك لأن الصوت يبتدئ بالجريان في حروف الوصل منه.»
28
يقصد ابن جني بالوصل المفهوم العروضي الذي يعني حرف المد الذي يتولد عن إشباع حركة الروي، فيكون ألفا أو واوا أو ياء في اللفظ. والأمثلة التي ساقها تشير إلى هذا؛ فالفتحة في حرف العين «مصرعا» هي ابتداء جريان الصوت، وهكذا الكسرة في «فالسند» والضمة في «لائم».
ما أضافه سيبويه إلى مفهوم المجرى ليكون مفهوما نحويا هو أنه «لم يقصر المجاري هنا على الحركات، كما قصر العروضيون المجرى في القافية على حركة الروي دون سكونه.»
29
ثم استقر على مفهوم الجر في الإعراب وعلى مفهوم الكسر في البناء، وهو تطور مهم؛ لأنه ينقص كثرة المفاهيم في حالة كهذه. فعلى ما يحكى عن الخليل بن أحمد أن حالة كهذه تستدعي أربعة مفاهيم «الخفض: ما وقع في أعجاز الكلم منونا، نحو زيد. والكسر: ما وقع في أعجاز الكلم غير منون، نحو لام «الجمل». والإضجاع: ما وقع في أوساط الكلم نحو باء «الإبل». والجر: ما وقع في أعجاز الأفعال المجزومة عند استقبال ألف الوصل نحو: يذهب الرجل.»
Página desconocida