وإما البلدة فانه عامر كثير الخلق والخير ذات معاش، شربهم من الأنهار والأعين وزرعهم الحنطة والشعير، ذات أشجار وأنهار. ولبسهم الحرير والقطن لأن البلاد ظاهرها حار بالمرة وباطنها حار لبن. وهم قوم أخيار يدعون الحكمة ومعرفة الجواهر والعلوم العلوية وهم على مذهب الإمام زيد بن علي بن الحسين أبن علي بن أبي طالب جميعا وهم شوكة القوم في المذهب.
فصل
حدّثني علي بن محسن الجبلي قال: إنّ بني العباس لم تهب أحدا إلى الزيدية. قلت: وكيف ذاك؟ قال: لأن السنة والجماعة من حزب الأئمة بني العباس وتقول الشيعة والإمامية: لا الإمام إلا من ضم العصا وأورق العصا، وهم مع ذلك ينتظرون خروج الإمام المنتظر محمّد بن الحسن، فهم الآن يفرقون من الفريقين. وإما شوكة البلاد فهم الزيدية لأن عندهم كل إنسان عفيف متدين شريف من آل الحسن بن علي بن أبي طالب يكون فيه خمس خصال فهو عندهم إمام واجب الطاعة فكل من قام على هذه الصفة قامت الزيدية معه وقاتلوا بين يديه. ووقع أحمد بن عبد الله بن حمزة بخزانة ساج في نواحي صعدة وظهر لهم في جملة ما ظهر أربعمائة زردية داوودية غير السلاح والعدد ووقعوا بمطلب ذهب ولكن ما صح لهم منه شيء لأن عليه طلسم لم يمكنهم الدخول إليه سنة أربع وعشرين وستمائة.
من صعدة إلى ذهبان
من صعدة إلى الحوانيت أربع فراسخ، بناه اسعد الكامل في وادي سجع بنى هذه الحوانيت سكنة لمّا عزم أن يعمر نقل حرف العراق. وإلى خطم البكرات فرسخين. ويقال إنّما عرف هذا المنزل بهذا الاسم إلا لان عفريتا من الجن قال لرميم بن جابر الشاعر: أنشدني بيتا وأنشدك مثله حتى ينصر من يغلب صاحبه على شرط انك لا تذكر في شعرك الديك. قال: نعم. فما زال هذا يقول بيتا وهذا ينشد صاحبه مثله حتى عجز رميم بن جابر فقال:
وديك أحمر سليماني ما يلقى ... بحافته جنى ولا حيث يسمع
فلما سمع الجني ذلك طار في الهوى ونزل أخذ صيدج بكرة رميم بن جابر فصيحها قطع. فلما رأى رميم ذلك حزن على بكرته وصار يبكي وينقش صورتها في الأحجار فما في هذه الأمكنة حجر إلا وفيه صورة الناقة، فعرف الموضع بخيم الركاب، وفيه يقول:
فما في الصبايا مثل ميا صبية ... ولا في المطايا نضوة مثل صيدح
وقال أيضًا:
واصبح في شق المشورة قاعدا ... وصيدح ترعى بين عيس قناعس
وإلى القديم فرسخين، وهو موضع قوم كما قال:
أمسى قومي بلحي وغادرني كريم ... وعادسن أيام ٠٠٠ أرى القديم
وهذا يام بن أصنع وسكنهم بوادي الخانق والحقة. وإلى ملتقى الأودية فرسخ. وإلى غسل جلاجل فرسخين. وإلى المحلف فرسخين موضع قوم. وإلى البصرة فرسخ. وإلى وادي نقوص فرسخين. وإلى الجبل الأسود فرسخ. وإلى السراوات فرسخين. وإلى رفيدة فرسخين. وإلى طريب فرسخين. وإلى ذهبان فرسخين. وتسمى هذه الأعمال بيشة العباس بن مالك بن عمرو بن وائل يرجع إلى نزار.
من صعدة إلى نجران
من صعدة إلى زهران ثلاثة فراسخ وهو لابن ملك لآل عبد الله بن حمزة لأنّه اشترى أرضها من أربابها بيع ة شراء وكان لقوم يقال لهم الأقواش رأس الركب. وإلى الحد ثلاثة فراسخ. وإلى الركب ثلاثة فراسخ، وادٍ عظيم يجري على الصفا وإلى الخانق ثلاثة فراسخ، وماء جاري أوله يجري من الركب. وإلى كوكبان فرسخين، ومنه يخرج إلى نجد، ووضع هذا الحصن ما بين نجد وجبال اليمن فهو حصن مانع سرير ملك نجران. وإلى الحقة ربع فرسخ. مدينة الأصل نجران وعليها المعول في البيع والشراء، وينقسم أهلها على ثلاث ملل: ثلث يهود وثلث نصارى وثلث مسلمين، فالمسلمين الذين بها ينقسمون على ثلاثة مذاهب: ثلث شافعية وثلث زيدية وثلث مالكية. وهي المدينة التي كانت لأصحاب الأخدود وهي التي قال الله ﷿ فيهم: (قُتِلَ أصحابُ الأخدودِ النارِ ذاتِ الوقودِ إذ هم عليها قعودٌ) وإلى قابل ربع فرسخ. وإلى حبونا أربع فراسخ. وإلى قرقرة أربع فراسخ والله العلم.
صفة مدينة قرقر
حدّثني الرازي إنّ قرقر كانت مدينة عامرة بها ثلاثمائة وستين محلة فيها ثلاثمائة فارس خربت لاختلاف الأمم.
فصل
1 / 79