============================================================
وفي هذه السنة ولى الرشيد الخصيب بن عبد الحميد خراج مصر وهو الذي قال فيه أبو نواس، إذا لم تزر أرض الخصيب ركابنا فأي فتى بعد الخصيب تزورون فما جاره جود ولا حل دوته ولكن بصير الجود حلب يصير فتى يستري حسن السا بماله ويعطم أن الدايرات تدور قال وفي سنة إحدى وتسعين وماية عزل الرشيد الخصيب عن خراج مصر وضم الخراج إلى الحسن بن جميل فصار إليه الحرب والخراج بمصر:.
قال وفيها عزل الرشيد علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان وولاها هزيمة بن أعين لما بلغه عن ظلمه وجوره ولما تولاها هزيمة قبض على علي بن عيسى بن ماهان وسيره موثقا إلى الرشيد.
120) قال وفي سنة اثنتين وتسعين وماية عزل الرشيد الحسن ابن جميل عن إمرة مصر وولاها ملك بن دلهم ثم صرفه في سنة ثلاث وتسعين وماية وولاها الحسن بن التحتاح بن التحتكان ولم يزل أميرأ عليها إلى أن توفي الرشيد هرون بطوس ليلة السبت لتلث خلون من جمادى الآخرة ودفن بطوس وصلى عليه عيسى بن جعفر وكانت خلافته ثلاث وعشرين سنة وشهر وتسعة عشر يوما وكان عمره سبع وأربعين سنة وشهر وقيل ثمان وأربعين سنة.
وصفته كان جسيما وسيما أبيض طويا مسمنأ قد وخطه الشيب له وفرة إذ حج حلقها.
وسيرته كان من أكرم الخلفاء وأجودهم ولسيما في المديح لأنه كان شديد الشغف بالشعر الجيد وسماعه والإجازة عنه وكان شجاعا مقداما كثير الغزو الحج وحج ثمان حجات في خلافته وقيل تسعأ وغزا تمان غزوات وكانت له قلنسوة ومكتوب عليها حاج غاز وكان حسن العقيدة يصلي كل يوم مابة ركعة وتصدق كل يوم من صلب ماله بماية درهم وكان إذا حج حج معه ماية من الفهماء وإذا لم يحج أحج ثلثماية رجل بالنفقة السابغة والكسوة الطاهرة ولم يجتمع بباب أحد من الخلفاء من الوزر (الوزراء) أو القضاة والمحدثين والعلماء والأدباء والشعراء ما اجتمع بياب الرشيد.
Página 82