============================================================
181) قال وفي سنة ست وثمانين ومايتي حدث في مصر رجفة يوم الأربعاء لسبع خلون من ذي القعدة من نصف الليل إلى الصباح واضطربت الكواكب التي يقال لها الشهب اضطرابا شديدا وكانت الشهب تتتقل شرقا وغربا وشمالا وجتويا ولم يكن لأحد طاقة أن ينظر إلى السماء لأجل ذلك.
السابع عشر من الخلفاء العباسيين وهو الثامن والثلاثون المكتفي بالله أبو محمد علي بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل.
وأمه آم ولد يقال لها خاضع وقيل جيحك بويع له بالخلافة يوم توفي والده لسبع بقين من ربيع الآخر سنة تسع وتمانين ومايتي وهو يومئذ بالرقة فأخذ له وزيره القسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب البيعة ببغداد وبعث إلى المكتفي كتابا بالتهنئة فقدم المكتفي بغداد في جمادى الأولى وجددت له البيعة واستوثق له الأمر وكان القسم بن عبد الله الوزير في حياة المعتضد قد عزم على صرف الخلافة من ولد المعتضد وكان بدير المعتضدي عالما بذلك فخاف القسم منه أن يطلع المكتفي على ذلك فيقتله فعمل القسم في هلاك بدير وكان مقيما في الجبل فسعى له في الوحشة بيته وبين المكتفي وحمله على أن يفسد أصحاب بدير عليه فبعث اليهم المكتفي مالا كثيرأ ففرق فيهم ففارق بدير متهم جماعة وتوجه بدير إلى واسط وخرج المكتفي إلى محاريته بسكر سهر ديال وبعث القسم الحارم القاضي إلى بدير بكتاب أمان من المكتفي واطمأن بدير (182) وأمر غلمانه بنزع السلاح وتوجه سائرا إلى بغداد فبعث القسم من قتل بدير وأتاه برأسه وعاد المكتفي: قال وفي هذه السنة ظهر رجل من القرامطة يقال له يحيى بن ركروبه بن مهرونه فانضمت إليه جماعة كبيرة فقصده شكر الديلمي وولى المكتفي بتاحية الرصافة فقتله وأحرق مسجد الرصافة وصار هو وأصحابه إلى الشام وواليها طعج بن حنف من قبل هرون بن حمارويه بن أحمد بن طولون فجهز اليه طعج جيوشا فهزمهم في وقعات متعددة ثم حاصر دمشق فبعث هرون إلى طعج مددا له بدر الكبير مولى بن طولون فأجمع هو وطعج على محاربة القرمطي فقاتلوه قريبا من دمشق فقتل يحيى القرمطي فولت القرامطة أميرهم أخاه الحسين بن زكرونه وعمره اشتين وعشرين سنة وزعم أته أحمد بن محمد بن إسمعيل بن جعفر الصادق وأظهر شامة في وجهه زعم أنها تشبه شامة أبيه وجاء إلى حمس وحاصرها وفتحها ثم مضى إلى دمشق فصالحه أهلها على مال حملوه إليه ثم عاد إلى حمص ثم إلى حماة والمعرة وقتل من أهل البلاد ما لا يحصى كثرة ثم عاد إلى بعطبك فقتل أكثر أهلها ثم سار إلى سلمية فحاربه أهلها ومانعوه ثم صالحوه فأعطاهم الأمان ففتحوا له أبوابها فدخلها وقل جميع من بها حتى صبيان والبهائم وخرج بها عين لطرق ثم سار إلى القرى فقتل وسبى وأحرق وأخرب الشام جميعه.
وفي سنة تتسعين ومايتي جهز المكتفي بالله الأعز لحرب القرمطي وكان الأعز وأصحابه قد تزلوا سيردون من السر ونزعوا تيابهم فأدركوا المطوق قائد جيش القرمطي في عشرة ألف فقتل منهم خلقا كثبيرا وأفلت الأعز في تفر
Página 124