Historia Moderna de Egipto: Desde la Conquista Islámica hasta Hoy con un Resumen de la Historia Antigua de Egipto
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Géneros
3-6
اسم الجلالة، واسم الرسول، وأسماء الصحابة المتقدم ذكرهم مع أسماء الخلفاء الراشدين مكتوبة بالحرف الكوفي في شكل جميل.
شكل 3-6: أسماء الجلالة والرسول والصحابة بالحرف الكوفي.
وبعد وفاة عمر تشاور الصحابة فيما أوصاهم به عمر؛ فبايعوا عثمان بن عفان في 3 محرم سنة 24ه، وفي سنة 25 عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن مصر، وولي عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه من الرضاعة، وكان عاملا على الصعيد في إمارة عمرو. فلما تولى إمارة مصر جبى خراجها للسنة الأولى 14 مليونا من الدنانير، وكان عمرو لا يجبي أكثر من 12 مليونا؛ فقال عثمان لعمرو: «يا أبا عبد الله درت اللقحة بأكثر من درها الأول.» فأجابه عمرو: «لقد أضررتم بولدها ذلك إن لم يمت الفصيل.»
وفي أثناء ذلك أنفذ الروم حملة من جنودهم لاسترجاع مصر من المسلمين، وسبب ذلك: أن الروم في القسطنطينية عظم عليهم فتح المسلمين الإسكندرية، وظنوا أنهم لا يمكنهم المقام في بلادهم بعد خروج الإسكندرية من يدهم، فكاتبوا من كان فيها من الروم، ودعوهم إلى نقض الصلح فأجابوهم؛ لأنهم رأوا الجو خاليا لهم بعد موت الإمام عمر؛ لأنه كان يبعث كل سنة غازية من أهل المدينة ترابط بالإسكندرية، وكان على الولاء لا يغفلها، ويكنف مرابطها، ولا يأمن الروم عليها.
فسارت الجيوش من القسطنطينية في المراكب تحت قيادة منويل الخصي. فلما بلغوا الإسكندرية كان عليها المقوقس فمنعهم من الدخول، فنزلوا في ساحلها وانضم إليهم من كان فيها من الروم، أما المقوقس ومن معه من جماعة القبط فلم ينقضوا عهدهم مع المسلمين، فسأل أهل مصر الخليفة أن يقر عمرو بن العاص حتى يفرغ من قتال الروم؛ فإن له معرفة بالحرب، وهيبة في العدو ففعل.
فنزل عمرو الفسطاط يتأهب لمناهضة الروم، وكان حول الإسكندرية سور؛ فحلف عمرو لئن أظفره الله عليهم ليهدمن سورها حتى تكون مثل بيت الزانية تؤتى من كل مكان. فقال خارجة بن حذافة لعمرو: «ناهضهم قبل أن يكثر مددهم فلا آمن أن تنقض مصر كلها.» فقال عمرو: «لا، ولكن دعهم حتى يصيروا إلي؛ فإنهم يصيبون من مروا به، فيخزي الله بعضهم ببعض.»
فخرجوا من الإسكندرية، ومعهم من نقض من أهل القرى؛ فجعلوا ينزلون القرية، فيشربون خمورها، ويأكلون أطعمتها، وينهبون ما مروا به؛ فسار إليهم عمرو، ولم يتعرض لهم حتى بلغوا نفيوس، فلقوهم في البر والبحر، فبدأت الروم القبط بالنشاب، فاستأخر المسلمون عنهم شيئا، وكانت الروم قد تأهبت صفوفا خلف صفوف، فبرز أحد كبار الفرسان من الروم عليه سلاح مذهب، فدعا إلى البراز؛ فبرز إليه رجل من زبيد، يقال له: حومل، يكنى أبا مذحج؛ فاقتتلا طويلا برمحين يتطاردان، ثم ألقى الروم الرمح، وأخذ السيف؛ فألقى حومل رمحه وأخذ سيفه، وكان يعرف بالنجدة؛ فجعل عمرو يصيح أبا مذحج فيجيبه لبيك، والناس على الجانبين وقوف في صفوفهم كأن على رءوسهم الطير؛ فتجاولا ساعة بالسيف، ثم حمل الرومي؛ فاحتمله حومل، واخترط خنجرا كان في منطقته؛ فضربه به في نحره فسقط ميتا، فوثب إليه وأخذ سلبه، ثم مات حومل بعد ذلك، ودفن في المقطم.
فاشتد المسلمون، وانهزم الروم، فطلبهم المسلمون حتى ألحوقهم بالإسكندرية، وقتلوا منويل الخصي، وأثخنوا في رجاله، فاستنجدوا بالمسلمين، فأمر عمرو برفع السيف عنهم، وبنى في ذلك الموضع الذي رفع فيه السيف مسجدا دعاه مسجد الرحمة؛ إشارة إلى رفع السيف هناك، وهدم سور المدينة. ثم جمع ما أصاب منهم فجاءه أهل تلك القرى ممن لم يكن نقض؛ فقالوا: «قد كنا على صلحنا، وقد مر علينا هؤلاء اللصوص، فأخذوا متاعنا ودوابنا، وهو قائم في يديك.» فرد عليهم عمرو ما كان لهم من متاع عرفوه وأقاموا عليه البينة، فقال بعضهم لعمرو: «ما حل لك ما صنعت بنا، فقد كان لنا أن تقاتل عنا؛ لأننا في ذمتك ولم ننقض، فأما من نقض فأبعده الله.» فندم عمرو، وقال: يا ليتني كنت لقيتهم حين خرجوا من الإسكندرية!
ولما انهزم الروم، وسكنت القلوب أراد الخليفة أن يكون عمرو على جند مصر، وعبد الله بن سعد على خراجها؛ فقال عمرو: «أنا إذن كقابض على البقرة بقرنيها، وآخر يستدرها» فأبى عمرو وتنحى عن مصر، فعاد عليها عبد الله بن سعد.
Página desconocida