Historia Moderna de Egipto: Desde la Conquista Islámica hasta Hoy con un Resumen de la Historia Antigua de Egipto
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Géneros
وفي شعبان سنة 297ه توفي فأبدل بتكين الخزري أبي منصور، وبقي إلى سنة 302ه فأقيل، وأقيم مقامه زكا الرومي أبو حسن الأعور. فتولى مصر خمس سنوات، ومات في ربيع الأول سنة 307ه فأعيد تكين ثانية، وبعد أيام توفي تكين تاركا ولدا يدعى محمدا، وهذا وضع يده على حكومة مصر بدون إذن الخليفة. أما الخليفة المقتدر فقتل في 28 شوال سنة 320ه وعمره 38 سنة بعد أن حكم 24 سنة و11 شهر و16 يوما. (3) خلافة القاهر بن المعتضد (من 320-322ه/932-934م)
فبويع أخوه القاهر بالله الابن الثالث للمعتضد بالله. فأراد هذا أن يقاص محمد بن تكين على جسارته على مصر أبا بكر محمد بن طغج، ومن هذا نشأت دولة حكمت مصر وسوريا مدة من الزمن عرفت بالدولة الإخشيدية. (3-1) مبدأ الدولة الإخشيدية
وكان أبو بكر محمد بن طغج في ذلك الحين حاكما في دمشق، وأصله من أولاد ملوك فرغانة، وكان المعتصم بالله بن هارون الرشيد قد جلب إليه من فرغانة جماعة من أقوياء الرجال، ووصفوا له جف (جد أبي بكر محمد) وغيره بالشجاعة، والتقدم بالحروب فوجه المعتصم من أحضره. فلما وصلوا إليه بالغ في إكرامهم، وأقطعهم قطائع في سامرا، وفي جملتها قطائع جف فأقام جف في سامرا (أو سر من رأى) وجاءته الأولاد، وتوفي في بغداد في الليلة التي قتل فيها المتوكل الأربعاء في 3 شوال سنة 247ه وخرج أولاده إلى البلاد يتصرفون ويطلبون لهم معائش، واتصل طغج بن جف بلؤلؤ غلام ابن طولون، وهو إذ ذاك مقيم بديار مضر (في ما بين النهرين) فاستخدمه على ديار مضر، ثم انحاز طغج إلى جملة أصحاب إسحاق بن كنداج. فلم يزل معه إلى أن مات أحمد بن طولون، وجرى الصلح بين ابنه خمارويه وبين إسحاق بن كنداج.
ونظر أبو الجيش خمارويه إلى طغج بن جف في جملة أصحاب إسحاق فأعجب به، وأخذه من إسحاق، وقدمه على جميع من معه، وقلده دمشق أو طبرية، ولم يزل معه إلى أن قتل أبو الجيش فرجع طغج إلى الخليفة المكتفي بالله فخلع عليه، وعرف له ذلك، وكان وزير الخليفة يومئذ العباس بن الحسن، فسام طغج أن يجري بالتزلف مجرى غيره. فكبرت نفس طغج عن ذلك فأغرى به المكتفي فقبض عليه وحبسه وابنه أبا بكر محمد بن طغج المذكور، فمات في السجن، وبقي ولده أبو بكر معه محبوسا مدة، ثم أطلق وخلع عليه، ولم يراسل العباس بن الحسن الوزير المذكور حتى أخذ بثأر أبيه هو وأخوه عبيد الله في الوقت الذي قتله فيه حسين بن أحمد بن حمدان.
وخرج أبو بكر وأخوه عبيد الله في سنة 296ه وهرب عبيد الله إلى ابن أبي الساج، وهرب أبو بكر إلى الشام، وأقام متغربا بالبادية سنة، ثم اتصل بأبي منصور تكين الخزري فكان أكبر أركانه، ومما كبر به اسمه سريته في البعث إلى الجمع الذين تجمعوا على الحجاج؛ لقطع الطريق عليهم سنة 306ه وهو حينئذ يتقلد عمان وجبل الشراة من قبل تكين المذكور، وظفر بهم، ونجا الحجاج، وقد فرغ من أمرهم بقتل من قتله، وأسر من أسره، وشرد الباقين.
وكان قد حج في هذه السنة من دار الخليفة المتقدر بالله امرأة تعرف بعجوز، فحدثت المقتدر بالله بما شاهدت فأنفذ إليه خلعا وزاده في رزقه.
ولم يزل أبو بكر في صحبة تكين إلى سنة 316ه ثم فارقه بسبب اقتضى ذلك، وسار إلى الرملة فوردت كتب المقتدر إليه بولاية الرملة فأقام بها إلى سنة 318ه فوردت كتب المقتدر إليه بولاية دمشق، وسار إليها، ولم يزل بها إلى أن ولاه القاهر بالله ولاية مصر في رمضان سنة 321ه لكنه لم يذهب إلى مصر لاستلام المنصب المشار إليه، ولم يلقب به إلا مدة شهر فقط. ثم عين الخليفة مكانه أحمد بن كيغلغ سنة 221ه وحصل في تلك الأيام اضطرابات في الخلافة بلغ صداها القطر المصري. (4) خلافة الراضي بن المقتدر (من سنة 322-323ه/934-934م)
وفي 5 جمادى الأولى سنة 322ه عزل القاهر بالله عن دست الخلافة بعد أن حكم سنة و6 أشهر وستة أيام، وفي اليوم الثاني بويع ابن أخيه الراضي بالله بن المقتدر، وحال توليته الخلافة عزل ابن كيغلغ عن مصر وولى مكانه محمد بن طغج فقدم لاستلام الإمارة فامتنع ابن كيغلغ من تسليمه، وتخاصما حتى عمدا إلى السلاح، وبعد محاربات شديدة كان الفوز لمحمد بن طغج، وفر أحمد بن كيغلغ بمن معه وذويه إلى برقة، ومنها إلى القيروان. (4-1) مبدأ الدولة الفاطمية
وكانت القيروان وسواحل الغرب تحت سلطة دولة مستقلة عن العباسيين تدعى الدولة الفاطمية نسبة إلى الفاطميين، وهم من كتامة بالقرب من فاس في الطرف الغربي من إفريقية، ويدعون أنهم من سلالة إسماعيل الإمام السادس من سبط علي، وبعبارة أخرى من سلالة فاطمة ابنة النبي ومنها لقبهم، ويلقبون أيضا بالإسماعيليين والعبيديين والعلويين، وكانوا قد أخذوا في نشر سلطتهم منذ سنة 269ه في شمالي إفريقيا وغربيها في أحزاب من الأغالبة والإدريسيين كانوا قد خلعوا طاعة الخلفاء العباسيين في بغداد وخلفاء بني أمية في الأندلس.
وفي سنة 280ه استولى زعيم الفاطميين أبو محمد عبيد الله على القيروان، وفي سنة 296ه رأى من نفسه القوة فادعى الخلافة فبويع، ولقب بالخليفة عبيد الله المهدي، وأنه آخر الأئمة العلويين الذي يدعي أنه منهم، وأنه أحق من سواه بالخلافة. فأصبحت الدولة الإسلامية بذلك منقسمة إلى ثلاث دول على كل منها خليفة يدعي الأحقية بالخلافة، وهم: بنو أمية في الأندلس، وبنو العباس في بغداد، والفاطميون في القيروان. فلما سمع عبيد الله المهدي زعيم الفاطميين عن حالة مصر مع ما هي عليه من الثروة والخصب تاقت نفسها إليها، وأخذ يسعى في الاستيلاء عليها.
Página desconocida