Historia antes de la historia
تاريخ ما قبل التاريخ
Géneros
هناك شعوب لا دين لها، فقد ذكر الفيلسوف هربرت سبنسر في الكتاب الرابع «أصول علم الاجتماع» أنه «توجد أدلة على أن الناس، الذين فصلوا عن عالم الأفكار المكتسبة مذ طفولتهم لسبب من الأسباب خلوا من كل فكرة دينية، فقد ذكر الدكتور كيتو - الذي كان أصم - في مؤلفه «الحواس المفقودة» صفحة 200 شهادة سيدة أمريكية ولدت صماء بكماء، ولم تعلم بالطرق الصناعية الخاصة إلا بعد وصولها إلى سن الرشد. قالت - أو قل كتبت بطريقتها إنه لم يخطر على بالها البتة ولا على بال أحد من الصم الكم الذين كانوا معها في دار واحدة أنه لا بد للعالم من خالق».
ثم يقول سبنسر: «فهذا كله يدل على أنه ليس بالشعوب المتمدينة ميل غريزي إلى الدين.» ولدينا براهين تؤيد صحة هذا الاستنتاج، وتثبت أن فكرة الدين مفقودة أصلا بين كثير من الشعوب المتوحشة. فقد قدم السر چون لوبوك أمثلة على شعوب عديدة من هذا القبيل في كتابيه «العصور السابقة للتاريخ» و«أصول المدنية».
وروى المستر هارستون في مجلة «فور تنيتلي ريفيو»، بالمجلد التاسع عشر، أنهم كانوا يعلمون رجلا من قبيلة الودي وهو في السجن، فاتضح أن ليس لديه أي إلمام عن الخالق ولا عن الروح ولا عن عالم آخر.
وقال القس صموئيل سمث الذي عاش 28 سنة مع أناس صم بكم يصف أحدهم «أنه ليس له أي إلمام بالخلود، وأنه لم يعثر على واحد من الصم البكم ممن لم يتعلموا عنده أية فكرة عن قوة عليا خلقت العالم وتدبره».
وذكر شون فورت في مؤلفه «أواسط أفريقيا» ما نصه: ليس للبنجرس أدنى فكرة عن الخلود وهم يجهلون كل معتقد ديني. وأما الزولو، وهم على شيء من الذكاء، فإنهم برهان واضح على دعوانا هذه وإليك الحديث، الذي دار بين الرحالة «جاردبز» وأحدهم الذي يدعى تباي.
جاردبز :
هل لك إلمام بالسلطة التي خلقت العالم؟ أنت ترى الشمس تشرق ثم تغرب والأشجار تنبت وتنمو، فهل تعلم من يدبر كل هذا؟
تباي (بعد أن سكت برهة) :
إننا نرى كل هذه الأمور ولا نعلم من أين أتت، ونعتقد أنها أتت من تلقاء نفسها. (راجع كتاب رحلة في بلاد الزولو بأفريقيا للرحالة جاردبز ص72).
ويؤيد ما تقدم أيضا الحديث الذي دار بين السر صموئيل بيكر، وبين رئيس قبيلة من قبائل اللاتوك يدعى كومورو، وإليك نصه:
Página desconocida