الحجاج، وكان خليفته على البصرة هذه السنة الجراح بن عيد الله الحكمى ، وعلى قضائها عبد الله بن أذينة، وكان على قضاء الكوفة أبو بكر بن موسى الأشعرى (1 وتوفى في هذه السنة من الأعيان : قبيصة بن ذويب بن حلحلة الخزاعى الكعبى كناه البخارى: أبا سعيد، وكناه ابن سعد : أبا إسحاق، ومطرف بن عبد الله بن الشخير ابو عبد الله، ونوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة أبو سعد القرشى.
~~لم دخلت سنة ثمان وثمانين وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد بن عبد الملك بلد الروم ، وكان الوليد قد كتب إلى صاحب أرمينية يأمره أن يكتب إلى ملك الروم، يعرفه أن الخزر وغيرهم من ملوك جبال أرمينية قد اجمعوا على قصد بلاده، ففعل ذلك، وقطع الوليد البعث على أهل الشام إلى أرمينية، وأكثر وأعظم جهازه، وساروا نحو الجزيرة، ثم عطفوا منها إلى بلد الروم، فاقتتلوا هم والروم، فانهزم الروم ، ثم رجعوا فانهزم المسلمون ، فبقى العباس فى نفر، منهم ابن محيريز الجمحى، فقال له العباس : أين أهل القرآن الذين يريدون الجنة ؟! فقال ابن محيريز : نادهم يأتوك، فنادى العباس : يا أهل القرآن، فأقبلوا جميعا؛ فهزم الله الروم حتى دخلوا طوانة، وحصرهم المسلمون وفتحوها فى جمادى لاولى وفيها أمر الوليد بن عبد الملك بهدم مسجد رسول الله وهدم بيوت أزواج رسول له وادخالها في المسجد.
~~وفيما كتب الوليد إلى عمر بحفر الآبار بالمدينة، وبعمل الفوارة التى عند دار يزيد بن عبد الملك؛ فعملها، وأجرى ماءها، فلما حج الوليد وقف فنظر إليها فأعجبته ، وأمر أن يسقى أهل المجد منها.
~~وفى هذه السنة بنى الوليد مسجد دمشق ، فأنفق عليه مالا عظيما(4).
~~وفيها حبس الوليد المجذمين أن يخرجوا على الناس، وأجرى عليهم أرزاقا.
~~وحج بالناس هذه السنة : عمر بن عبد العزيز، ووصل جماعة من قريش ، وساق معه بدنا وأحرم من ذى الحليفة، فلما كان بالتنعيم أخبر أن مكة قليلة الماء، وأنهم يخافون ----
Página 153