Historia General de la Masonería: Desde sus orígenes hasta el presente
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Géneros
ولم تأت سنة 1795 حتى أصبح الشرق الأعظم اسما بلا رسم، ثم تنوسي فاعتبر منحلا، وأصبحت الماسونية في فرنسا على شفا جرف، إلى أن نهض الأخ روتر وجدد شبابها بسعيه، وكان من أعضاء الشرق الأعظم، وقد قبض عليه متهما، لكنه لم ينفك وهو في السجن عن مخابرة بعض الإخوة الذين عرف فيهم الثبات والحزم، حتى أتيح له الخروج من السجن، فعكف على الاشتغال في الأعمال الماسونية.
وسار على أثره الأخ مراكاديه الغيور، وكان عاملا مع روتر، فعقدا اجتماعا أعادا فيه أعمال الشرق الأعظم، فأحب الإخوة انتخاب الأخ روتر للرئاسة العظمى، إلا أنه لم يقبل الوظيفة، فسمي محترما أعظم، وكان في عزمه أن يجعل جميع الطرق الماسونية تحت رعاية الشرق الأعظم، وأن يضم إليه المحفل الأعظم القديم.
وفي مايو سنة 1799 تمكن من غرضه في ذلك، فكتبت المعاهدة، ولم يعد في فرنسا إلا الشرق الأعظم، فاحتفل بذلك احتفالا عموميا في 28 يونيو من تلك السنة تحت رئاسة روتر.
ولم تأت سنة 1800 حتى أصبح تحت رعاية الشرق الأعظم 74 محفلا عاملا، وفي سنة 1802 صارت 114، فوضعوا لها قوانين جديدة تسير عليها، وطبعوا الدرجات الماسونية الرمزية والعلمية وفرقوها في المحافل للسير بمقتضاها.
وكانت قد انتشرت قبل ذلك الحين في فرنسا تعاليم الطريقة الاسكوتلاندية، وكثر دعاتها وتعددت محافلها، فأنشأت لها محفلا أعظم. وفي ديسمبر سنة 1804 بعد تولية نابوليون الأول بسنة، اتحد هذا المحفل بالشرق الأعظم بمعاهدة رسمية وقع عليها الطرفان، وفي 22 منه تأسس المجلس العالي الفرنساوي.
وقد كان نابوليون بونابرت يظن في الماسونية سوءا منذ كان قنصلا، فلما تولى الملك عين من قبله من سبر غورها وتعاليمها، فعلم صحة مبادئها وعظيم فوائدها، فأجاز لذويه وآله الانضمام إليها. وفي سنة 1805 ترأس عليها ابنه يوسف نابوليون، وجعل نائبا عنه كمباسيريه أحد عظماء الدولة وأصدقاء نابوليون المخلصين، فاتسع نطاق الماسونية واشتد أزرها وتعددت محافلها.
وما زالت كذلك إلى سنة 1814، فصدمتها الحوادث السياسية وزعزعت أركانها، على أنها لم تعدم ممن أخذ بناصرها حالا وأعادها إلى رونقها. وقد كان مركز الرئاسة العظمى خاليا بسبب ذلك الاضطراب، ولما لم يكن من العائلة الملوكية من يشغله عين ثلاثة إخوة بصفة محافظين عظام يقومون بأعمال الأستاذ الأعظم، وجعلوا الأخ روتر نائبا عنهم في الأعمال إلى أن عاد نابوليون الأول من جزيرة البا، فأعادوا رئيسهم السابق عليهم وانتظمت أحوالهم، وذلك سنة 1815.
وفي أوائل سنة 1816 ظهرت في باريس طريقة ماسونية تدعى «مصرايم»، ادعى أهلها أنهم بقية قدماء الإخوة من أيام مصرايم ملك مصر الأول، إلا أن الشرق الأعظم لم يعتبرهم بهذه الصفة. وبعد ذلك ثار جماعة الكهنة في فرنسا على جميع الجمعيات السرية، ولا سيما الماسون والبروتستانت، ونشروا جريدة دعوها «اكلير»، موضوعها أشبه بموضوع بشير الجزويت في هذه الأيام. وفي سنة 1832 انتخب الأخ إسكندر دي لابورد رئيسا على الشرق الأعظم، وفي سنة 1838 قرر الشرق الأعظم أن يعطي نياشين من فضة للإخوة الذين يمتازون بخدامات خصوصية نحو الماسونية، وسعوا إلى بناء بيت دعوه «بيت المساعدة»، وقد تم مشروعهم هذا سنة 1840.
وكان الخلاف لا يزال إلى ذلك الحين متسلطا بين الشرق الأعظم والمجلس العالي، ولم يكن يسمح الشرق الأعظم بقبول زيارة أعضاء المجلس العالي، فسعى الإخوة سنة 1841 إلى توفيق الدولتين، فتمكنوا أخيرا من قبول زياراتهم المتبادلة، ولم يتجاوز اتفاقهم هذا الحد.
وبعد ثورة 1848 جعلت الجرائد العمومية في فرنسا تطعن في الماسونية، بسبب انضمام معظم زعماء تلك الثورة إليها، وشددت عليها النكير، فلم ير الإخوة وسيلة لاكتساب ثقة الحكومة أفضل من أن يرئسوا عليهم أحد الأمراء أعضاء العائلة الملوكية، وكان الشرق الأعظم منذ سنة 1814 خلوا من أستاذ أعظم، فانتخبوا له البرنس لوسيان مورات ابن أخ البرنس لويس نابوليون، وفي ثاني يوم الانتخاب تعينت لجنة من ستة من كبار الموظفين تحت رئاسة الأخ برفبل النائب الأعظم، وساروا إلى البرنس مورات لتبلغيه ذلك الانتخاب فقبل، فعينوا لجنة أخرى للشكر منه واحتفلوا بيوم مخصوص لتكريسه، فاستبشرت الماسونية بحسن استقبال.
Página desconocida