Historia General de la Masonería: Desde sus orígenes hasta el presente
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Géneros
ثم إن الدرجات الماسونية العليا ما لبثت أن انتشرت في فرنسا حتى انتقلت إلى جرمانيا. وقبل النظر في كيفية دخولها ننظر في كيفية انتشار الماسونية عموما في جرمانيا.
انتشار الماسونية في جرمانيا
كان المحفل الأعظم الملوكي في برلين واسمه «الثلاث عوالم» متبعا في أعماله خطة المحفل الأعظم الإنكليزي، فأسس محفلا دعاه «محفل القهارمة» - وكان مثل هذا المحفل في إنكلترا - لأجل النظر في ضبط مالية المحافل وزيادة مداخيلها، فآل ذلك إلى البذخ في الولائم فنفدت المالية، فتساهل بعض المحافل في اختيار الطالبين والتحري عنهم. فتخلصا من اختلاط المستحقين بغير المستحقين اجتمعت محافل همبرج وفرنكفورت وغيرها، وتباحثت فيما يجب اتخاذه لملافاة الخطب، فاقترح بعض الأعضاء استحداث علامة تتفق عليها المحافل ولا يبيحون بها إلا للمستحقين، فيتعارفون بها فينفصلون من غير المستحقين، واقترح آخرون من محافل فرنكفورت أن يجعل للمحفل الرئيسي ختم تختم به الشهادات، ويجعل على الوجه المخالف لمحل الختم توقيع الأستاذ الأعظم ومنبهيه. وتقدمت اقتراحات أخرى لم يقرروا شيئا منها.
وبما أن ملك البلاد لم يعد يستطيع النظر في أشغال المحافل بنفسه؛ لضيق وقته، ونظرا لوفاة نائبه أصبح المحفل الأعظم سنة 1755 بدون رئيس، فانتخبوا الأخ ڤون رملسبرج للرئاسة، إلا أن هذا الانتخاب لم يصادف مصادقة كل المحافل، فوقع الخلاف بينها، لكن ذلك لم يمنعه من تعاطي تلك الوظيفة بكل نشاط.
ثم أسست محافل كثيرة في إشرسلبن وهوشبرج ودانسك وستتن وغيرها.
ومثل ذلك الاضطراب حصل في محافل هنوفر وفرنكفورت.
حالة جرمانيا في أواسط الجيل الثامن عشر
وفي متوسط الجيل الثامن عشر اتخذت المحافل الجرمانية اللغة الفرنساوية في محافلها؛ لأنها كانت لغة الطبقة العليا من الناس، وكانت تسمى المحافل بأسماء فرنساوية، وكانت اللغة اللاتينية لغة العلماء، أما الجرمانية فكانت لا تزال دونهما من هذا القبيل. وكانت الهيئة الاجتماعية في جرمانيا باحتياج إلى مصلح خارجي لعلومها وتجارتها وعمرانها، ولا سيما في أوائل الجيل الثامن عشر، وقد كان للفرنساويين في ترقية شأن الجرمانيين يد بيضاء، ثم ظهر في جرمانيا أفراد تفردوا بالاجتهاد وحب العلم، فعلموا الشعب ورقوا أفكارهم، ثم جاء فريدريك الأعظم الذي تشرب المبادئ الماسونية، فسعى إلى ترقية شأن أمته بعد أن عرف الداء فوصف الدواء، فأصلح البلاد سياسيا وعلميا، فأطلق حرية التعليم، ونشط الفنون والصنائع، واكتسب ثقة الدول الأجنبية، ويقال بالإجمال إن هذا الرجل العظيم هو الذي أنهض جرمانيا من حضيض الجهل إلى مرتفع من العمران، ونشط الماسونية على الخصوص؛ ذلك لما رأى من مبادئها ما هو أكبر مساعد لمشروعاته.
اضطهادات
على أن الماسونية في جرمانيا مع ما لاقته من انتصار ملك البلاد لها، وإقبال الفئة العاقلة على الانضمام إليها، فإنها لم تنج من اضطهاد رجال الدين، فإنهم نظروا إليها نظر الارتياب فطلبوا إلغاءها؛ فالكاثوليك ظنوها من قبيل بروتستانت إنكلترا، والبروتستانت كانوا يعتبرونها مناقضة لعبادة الله وللديانة المسيحية، بل وللديانة على وجه العموم. واختلق عليها عامة الناس أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، ونسبوا إليها أعمالا سحرية وخزعبلات، فأجمع الجميع على اضطهادها. ومما زاد ارتياب القوم فيها شدة حرص الأعضاء على أسرارهم وإخفاء أوراقهم ومحلات اجتماعاتهم. وقد كان المشهور عن الماسونية أنها لا تشترط على الطالب الاعتراف بشيء مخصوص، فتردد الناس في حكمهم عليها، على أنهم لم ينفكوا عن اعتقادهم أن الماسونيين جميعهم طبيعيون، وأنهم إنما يتظاهرون بالحيادة عن الدين، ولكنهم يحتقرونه باطنا، ونسب إليهم آخرون غير ذلك. على أن الماسونية لم تحرم من كتبة ذلك الجيل غير الماسون من أخذ بناصرها، وبين أنها براء من تلك التهم، واستخرج من قواعدها الأساسية ما أثبت أنها لا دخل لها في أمر الدين على الإطلاق، وبين أن ذلك أشرف المقاصد في توحيد الكلمة.
Página desconocida