Historia General de la Masonería: Desde sus orígenes hasta el presente
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Géneros
فأخذت الماسونية من ذلك الحين تنتشر، فأسست محافل عديدة في ضواحي لندن، وكان رؤساء هذه المحافل ومنبهوها يحضرون إلى اجتماعات المحفل الأعظم، ويقدمون للأستاذ الأعظم تقارير عن أعمالها ويستشيرونه فيما يخطر لهم إدخاله في أعمالهم أو قوانينهم، بحيث إنهم لا يدخلون في الماسونية ما يخالف القواعد المؤسسة قديما.
وجعلوا للمحافل الأربعة التي في لندرا امتيازات تتمتع بها إلى الأبد، ومنعوا سن أي قانون جديد يسلب أحد أعضاء تلك المحافل شيئا من تلك الامتيازات.
وفي اجتماع 24 يونيو (حزيران) سنة 1718 انتخب الأخ جورج باين أستاذا أعظم، ولما تولى ذلك المنصب جعل همه ترقية شأن الماسونية، فعمل على استخراج تاريخ الماسونية، فأمر الإخوان رسميا في إحدى جلسات المحفل الأعظم العمومية أن كل من كان لديه أوراق قديمة من تقارير الماسونية أو قوانينها أو معلومات من نوع آخر تتعلق بالماسونية، فليأت بها إليه؛ فجاء كثيرون منهم بلوائح كثيرة قديمة العهد أكثرها غوتية، فجمعها واستخرج منها التاريخ.
وفي سنة 1719 التأم المحفل الأعظم في الوقت المعين لاجتماعه كل سنة، أي في 24 يونيو (حزيران)، وفي هذا الاجتماع انتخب الأخ توماس ديزاغليه أستاذا أعظم، فانضم إلى الماسونية كثير من الأشراف وأسست محافل جديدة، وهو الذي أدخل شرب سر الإخوان في المأدبات الماسونية.
وفي اجتماع سنة 1720 انتخب الأخ جورج باين للرئاسة العظمى، فجمع الأوامر الرسمية الصادرة من المحفل الأعظم، ونقحها وجعلها على شكل لائحة قوانين مؤلفة من 31 مادة، صادق عليها الأستاذ الأعظم الذي خلفه في السنة التالية، بعد أن تعين الأخ أندرسن لمقابلتها بالمنشورات والتقاليد القديمة وتطبيقها عليها، بحيث إنها تكون صالحة للاستعمال في محافل لندرا وضواحيها. وقد دعيت هذه القوانين بالقوانين القديمة تمييزا لها عن القوانين التي أضيفت بعد ذلك. وفي هذه السنة خسرت الماسونية كثيرا من أوراقها السرية حرقا بيد بعض أعضائها؛ خوفا من إفشائها، لأنهم كانوا قد هددوا بذلك.
وفي جلسة سنة 1721 المنعقدة في كنيسة القديس بولس في لندرا انتخب جون دوك مونتاغيو أستاذا أعظم، وهو أول من انتخب لهذا المنصب من الأشراف، وعين مونتاغيو الدكتور جون بيل نائبا له، وجونس فيلانو «رئيس التشريفات»، وتوماس موريس «وهو بناء عملي» منبهين «محافظين»، وبعد إتمام الانتخاب على هذه الصورة خطب مونتاغيو خطابا في الماسونية.
النظامات الماسونية الحرة
وفي 29 سبتمبر (أيلول) من تلك السنة تعين الأخ أندرسن لتنقيح اللوائح والأوامر والقوانين العمومية الغوتية، وأن يستخرج منها لائحة حاوية ما احتوته القوانين القديمة مع تنويعها على ما يناسب الأحوال. ولم يأت 27 ديسمبر (كانون الأول) من تلك السنة حتى أنهى ما أمر به، فقدم اللائحة إلى لجنة مؤلفة من 14 من علماء الماسون تعينت بأمر الأستاذ الأعظم، للنظر في لائحة الأخ أندرسن وتقرير ما يتراءى لها إلى المحفل الأعظم، فأقرت على استحسانها.
وفي 17 يناير (كانون الثاني) سنة 1723 التأم نواب المحافل التابعة للمحفل الأعظم، فعرضت عليهم اللائحة فصادقوا عليها، ثم طبعت ونشرت تحت عنوان «النظامات الماسونية الحرة».
وقد حدث في خلال ذلك ما يستدل من ورائه على شهامة وكرم أخلاق الماسونية؛ وذلك أن دوك مونتاغيو انتخب في يناير (كانون الثاني) سنة 1722 أستاذا أعظم، وكان في جملة المترشحين لهذا المنصب دوك هوارتن، فساءه ذلك الانتخاب، فجمع إليه جماعة من أحزابه وقرروا تسميته في ذلك المنصب، إلا أن ذلك التعيين لم يكن معتبرا رسميا من المحافل، فعلم الأستاذ الأعظم مونتاغيو، فعقد جلسة رسمية تنازل فيها عن الرئاسة العظمى لمناظره هوارتن حسما للخصام، قائلا: «لا شك أن الأخ هوارتن أليق مني لهذا المنصب؛ لأنه أشد رغبة فيه، فلا ريب أنه يكون أكثر نشاطا وهمة وأعظم فائدة.» أما هوارتن فلما رأى تلك النفس الأبية خجل من سوء تصرفه وارتجع عن مقصده، وندم على ما فرط منه، وأصبح من ذلك الحين أول خاضع لقوانين الجمعية وتقاريرها.
Página desconocida