Historia del teatro en el mundo árabe: siglo XIX
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Géneros
93
هذا بالإضافة إلى أن بعض الكتب التي تحدثت عن الجمعيات الأدبية في مصر في تلك الفترة لم تذكر أية إشارة عن هاتين الجمعيتين.
94
أما فيما يتعلق بعلاقة الشيخ محمد عبده والأفغاني بجمعيتي صنوع الأدبيتين، فإننا لم نجد في تاريخ هذين الشيخين - طوال فترة تواجد صنوع في مصر - أية إشارة عن علاقتهما بصنوع أو بجمعيتيه،
95
وما وجدناه كان على عكس ذلك تماما!
ففي عام 1879 خطب الأفغاني - في مصر - خطبة عامة تحدث فيها عن موضوع «تربية الأمم»، موضحا الأثر الإيجابي للصحف على الأمة العربية، وفيها ذم الأفغاني يعقوب صنوع وصحيفته ذما شديدا، فقام الشيخ محمد عبده بنشر هذه الخطبة، وشرح ما فيها - في جريدة التجارة المصرية - حتى وصل إلى صحيفة صنوع فقال: «... هكذا أفاد هذا الأستاذ [أي الأفغاني] ولقد وقفت على مغزى كلامه وحقيقة مرامه، فأيقنت أنه عنى بذلك جرنال أبي نظارة؛ ذاك الجرنال الهزأة الذي لم يدع قبيحة من القبائح إلا احتواها ولا رذيلة من الرذائل إلا أحصاها. أتى من العبارات ما لا يستطيع السوقة وأدنياء الناس أن يأتوا به، وجعل ديدنه السب والثلب وثلم الأعراض وتمزيق حجاب الإنسانية والقدح في السير الشخصية بما لا يليق أن يتفوه به الصبيان ؛ مما يفسد الأخلاق ويذيب ماء الوجوه خجلا وحياء. على أن ليس فيه نكتة مضحكة ولا لطيفة مسلية ... مع أنه لا يحتوي على سياسة ولا أخبار ولا مضحكات ولا فكاهات، بل هو محض الشتم واللطم ... ولم يكن ذلك من محرر هذا الجرنال الهزء البارد إلا لدناءة الطبع والميل إلى كسب الدنانير والدراهم؛ إذ ينال بهذيانه من زيد أربعين جنيها في الشهر ومن عمر أقل ومن بكر أكثر، وتلك دنيئة تأباها الشيم الكريمة. ولقد تغالى منشئه في الوقاحة حتى أشار في كتاباته وخزعبلاته أن أبناء المجامع المقدسة ذات المقاصد العالية المبنية على محض الأدب والإنسانية هم مشاركوه في عمله هذا. حاشاهم حاشاهم أن تتدانى همتهم لهذه المقاصد السافلة فقد كذب وافترى واعتسف واعتدى.»
96
ولعل هذا القول - المنشور - من الأفغاني ومحمد عبده، يعد دليلا على عدم علاقتهما بجمعيتي صنوع أو بصحفه أثناء تواجده في مصر. وهذا الإنكار يثبت قولنا السابق، بأن أعداد صحف صنوع الصادرة في مصر، تم تغييرها بإضافة أشياء في نسخها المخطوطة - المتداولة بين أيدينا الآن - لم تكن موجودة أصلا في نسخها الأصلية المطبوعة. والدليل على ذلك قيام صنوع بإضافة مخاطبة نسبها إلى الأفغاني الذي أنكر محمد عبده - في قوله السابق - اشتراكه مع الأفغاني في تحرير أي جزء من صحف صنوع في مصر.
ففي عام 1889، وتحت عنوان «إيجاب الطلب» قال صنوع: «ورد لنا كتاب لطيف، من صديقنا رئيس محفل الاتحاد المصري الشريف به يطلب منا بالنيابة عن الإخوان، طبع مخاطبة جرت بين الهرة والإنسان، تلك مخاطبة كنا نشرناها في العدد الخامس عشر من النظارة بمحروسة مصر القاهرة ... فالآن ورد لنا نسخة من ذلك العدد النفيس مرسلة من جناب الرئيس. عدد من جريدتنا الوطنية الحرة، التي فيها مخاطبة بين الإنسان والهرة، النادر وجودها عند محبي الوطن العزيز، وقال إن إشهارها يصلحنا ويضر الإنكليز؛ فأجبناه وفضلنا تلك المخاطبة الجوهرية على الأخبار المهمة الواردة لنا من الديار المصرية. أما مؤلفها فلا حاجة لذكر اسمه لكونه معلوم عند الإخوان؛ وهو أستاذنا الجليل فيلسوف الأفغان.»
Página desconocida