Historia del teatro en el mundo árabe: siglo XIX
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Géneros
وهنا نتساءل: لماذا لم يعرف المصريون سيرة صنوع المسرحية؟! ولماذا لم يذكر هذه السيرة أي مؤرخ من المؤرخين؟! مع ملاحظة أن قائل هذه العبارة هو د. إبراهيم عبده المؤرخ الصحفي الكبير، الذي كتب عدة كتب عن تاريخ الصحافة المصرية، غطت معظم فترة تواجد صنوع في مصر.
81
وهذا يعني أنه لم يجد في جميع مصادر ومراجع هذه الكتب أية إشارة عن صنوع كمسرحي، وإلا لكان أثبتها في أكثر من موضع في كتابه عن صنوع، بدلا من الاعتماد الكلي على مذكرات صنوع فقط.
وإذا كان اهتمامنا اتجه - فيما سبق - نحو الشك في نشاط صنوع كمسرحي في مصر - من خلال كتاب د. إبراهيم عبده - فإن هذا الشك كان من نصيب حياة صنوع أيضا طوال فترة تواجده في مصر، من خلال نفس الكتاب. تلك الفترة التي غلفها صنوع بأكاذيب ومبالغات أعطت له مكانة كبيرة خدع بها قراءه ونقاده. ولإثبات ذلك سنقوم بتفنيد هذه الأكاذيب والمبالغات؛ لأنها ستؤكد للقارئ شكوكنا حول نشاطه المسرحي.
يقول صنوع - في هذا الكتاب من خلال مذكراته: إن الأمير أحمد حفيد محمد علي الكبير - الذي استخدم والده ورأى فيه الذكاء - أرسله على نفقته ليتلقى العلم في أوربا. «ثم يمضي يعقوب فيقول إنه أمضى عدة سنوات في أوربا فلما عاد نزل قضاء الله في الأمير الكريم الذي أولاه نعمته وفي أبيه أيضا، فوجد نفسه رب أسرة، ليس له مال يغنيه وإن كان له علم بلغات أربع، كانت هي كل رأس ماله الذي تقدم به إلى إحدى المدارس الحرة التي قبلته مدرسا بها ... [و] بعض الشخصيات المدنية والعسكرية التي كانت تحكم مصر في أواخر القرن التاسع عشر تلقت عنه دروسا خاصة أو تتلمذت عليه في المدارس الحرة أو الأميرية، فإنه أمضى بضع سنين مدرسا أول في المهندسخانة وعضوا في لجنة امتحان المدارس الأميرية.»
82
ونستخلص من هذا الجزء أن والد صنوع كان موظفا عند الأمير أحمد حفيد محمد علي، وأن يعقوب صنوع تلقى العلم في إيطاليا في هذه الفترة، وبعد عودته أصبح مدرسا بالمدارس الأهلية وخصوصا مدرسة المهندسخانة، وأن تلاميذه أصبحوا من الحكام. أما فيما يتعلق بعمل والد صنوع عند الأمير أحمد، فلا صحة لهذا الخبر لأن اسم روفائيل صنوع لا وجود له في سجلات ملفات الموظفين طوال القرن التاسع عشر. علما بأن الخادم في قصور الأمراء له ملف في هذه السجلات باعتباره من الموظفين،
83
فما بالنا بوالد صنوع، الذي كان مستشارا عند هذا الأمير، وعند أمراء البلاط الخديوي، بل كان من أصدقاء محمد علي باشا الكبير شخصيا؛ وفي ذلك يقول صنوع: «وأما محمد علي جنتمكان صاحب ذاك العصر ... فكان كامل الرياسة، حدثني عنه والدي رفايل أفندي، وكان من محاسيبه النجيبة، أحاديث عجيبة غريبة، وكان يستشيره في بعض الأمور لصداقته. كذا مع نجله إبراهيم وحليم وحفيده أحمد استمرت علاقته.»
84
Página desconocida