Historia del teatro en el mundo árabe: siglo XIX
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Géneros
ومن المؤكد أن رفض مشروع أرنست كان بسبب محاولته لصبغ الأوبرا بصبغة مصرية خالصة. والدليل على ذلك أن مجلس النظار وافق على إعطائه الأوبرا كأجنبي في الموسم السابق، ورفض مشروع غريمه المصري موسى بك؛ لأنه قدم مشروعا للفن الغربي لا المصري كما حاول في هذه المرة. أي إن الدولة في ذلك الوقت كانت ترغب في إبقاء الأوبرا شكلا ومضمونا للأجانب وللفن الأجنبي. ومن وجهة نظري إذا عاد الزمن مرة أخرى، ووافق مجلس النظار على مشروع أرنست، لكان تاريخ الحركة المسرحية في مصر تغير تماما؛ لأننا كنا سنقرأ ونسمع عن أول فرقة مسرحية مصرية صميمة في ذلك الوقت، وأيضا كنا سنقرأ أعمالا مسرحية مؤلفة ومترجمة عن التاريخ المصري من قبل المصريين أنفسهم! ولم يبق من هذا الحلم كله إلا هذه الوثيقة التي تؤكد على وجوده في يوم من الأيام!
وفي 27 / 10 / 1884 طلب سانتي وبوني وسوسكينو متضامنين استغلال الأوبرا بما فيها من ملابس وديكورات مجانا، لعرض موسم مسرحي قصير من 36 إلى 54 ليلة مسرحية، وبشرط أن تتكفل الحكومة كافة نفقات الإضاءة. وتمت الموافقة على أن يكون التمثيل لمدة شهر واحد فقط.
27
وفي أواخر عام 1884 تقدم الشيخ القباني وعبده الحامولي بطلب لناظر الأشغال، للتمثيل في الأوبرا في يناير 1885، وتمت الموافقة على ذلك؛ مما شجعهما على تقديم طلب آخر تتكفل فيه الحكومة بثمن الإضاءة أسوة بالأجانب ممن مثلوا في الأوبرا قبل ذلك. وفي هذا الوقت كانت الحكومة قد صرحت لفرقة أجنبية بالتمثيل في الأوبرا ابتداء من أول فبراير 1885.
وثيقة موافقة اللجنة المالية على طلب القباني وعبده الحامولي.
وحتى يوم 24 / 12 / 1884، لم يكن الرد على موضوع الإضاءة قد وصل إلى القباني والحامولي، فخشيا أن يضيع عليهما الترخيص بالتمثيل فقدما طلبا لناظر الأشغال في يوم 24 / 12 / 1884 بصرف النظر عن طلبهما في موضوع الإضاءة. وتمت الموافقة على ذلك من قبل اللجنة المالية في 8 / 1 / 1885.
28
وتاريخ الموافقة هذا يؤكد أن الحكومة أرادت وضع العراقيل أمام تمثيل هذه الفرقة العربية في الأوبرا، التي كافحت - أي الحكومة - طويلا في إبقائها أجنبية الشكل والمضمون؛ لأن هذه الموافقة جاءت بعد ثمانية أيام من قرار الترخيص بالتمثيل، أي إن هذه الأيام لم يحدث بها تمثيل من قبل القباني. ومن المؤكد أيضا أن الحكومة وضعت عراقيل أخرى أمام القباني، لأن جميع الأخبار تؤكد أن القباني لم يمثل في الأوبرا إلا في مارس 1886.
وفي 17 / 4 / 1885 تقدم عبد الرحمن رشدي ناظر الأشغال العمومية بمذكرة لمجلس النظار، عرض فيها عدة طلبات لاستغلال الأوبرا في موسم (1885-1886)، وكان ضمن هذه الطلبات طلب من بوني وسوسكينو الذي وافق عليه المجلس، بل ووافق المجلس أيضا على طلبهما للموسم التالي (1886-1887) في 24 / 2 / 1886. وقد تمت الموافقة الأخيرة لأن بوني وسوسكينو قد اقترحا في طلبهما استقدام فرقة من الراقصات الأجنبيات، فعلم الخديو توفيق بهذا الأمر، وأصدر أوامره بإعطاء امتياز الأوبرا لهما، وذلك من خلال مكاتبة من قبل مارتينو باشا - برغبة الخديو هذه - إلى رئيس مجلس النظار في 17 / 2 / 1886.
29
Página desconocida