كما يضرب المثل عند الشرقيين بحال قارون.
اسمها القديم بقطر
Bactres
ومعروفة عند الأمم الشرقية بأنها «أم البلدان».
عندي تاريخ بخط اليد مكتوب في 29 بئونة سنة 1576 قبطية، وهو المشهور بتاريخ يوسف بن كيربون العبراني، وقد رأيت فيه هذه القصة مسرودة بعبارة أخرى فأحببت الجمع بين الروايتين لتتم الفائدة. قال ما نصه:
ولما بلغ كورش عن ملك النبطيم (أو الشطيم) أنه قد عصاه سار إليه وقتله وقتل كثيرا من أصحابه، وهرب من بقي منهم مع امرأته وابنه، وكان اسمها يوليد، إلى حصون منيعة لهم فتحصنوا، فاحتال عليهم كورش حتى خرجوا من الحصون، فقتل كثيرا منهم وقتل ابن ملكهم وهو ابن يوليد، وفتح حصونهم ومدنهم فاستباحها وجعل فيها ولاة من قبله، وانصرف راجعا إلى بلده فلما رأت يوليد أن ابنها قد قتل وأن ملكها قد زال لم يجد فيها الصبر موضعا فحملت نفسها على الموت، وجمعت من بقي من رجالهم ومضت كمنت لكورش في الطريق مع أصحابها، وكان أكثر عساكره قد تقدمه راجعا إلى بلاده، وبقي معه بعض أصحابه فكبسته يوليد بعسكرها، فقتل كورش وكل الذين معه من أصحابه، وأخذت رأسه فأخفتها وجعلتها يوليد في زق قد ملأته دما وقالت: «اشرب يا كورش وأرق من الدماء التي كنت تحب سفكها دائما بغير إشفاق ولا رحمة.»
الباب الحادي والعشرون
دارا - تنظيم مملكة الفرس (1) بردية الكذاب (سنة 522-521)
لم يكن ملك فارس الجديد إلا رجلا كذابا دعا نفسه ببردية زورا وبهتانا واسمه الحقيقي جوماته، وكان له أخ اسمه باتيزيتس قد وكله كمبيز (لهراسب) بالنظر في شئون بيته، وكان هذان الرجلان يعلمان ما حل ببردية ويعلمان أيضا أن أغلب الفارسيين يجهلون هذا الأمر ويعتقدون أن هذا الأمير ما زال على قيد الحياة، فلما مات كمبيز (لهراسب) لم يدر بخلد أحد من الفارسيين والماديين بل ولا من آل أخيمنيس أن ينازع الملك الجديد، فكان الكل موقنين بأنه الوارث الشرعي للملكة وأنه ابن كورش (كيكسرى) العظيم، على أن تصديق العموم له لم يبق ثابتا وطيدا في نهاية الأمر؛ إذ علم القوم من نساء السراي أن هذا الذي يدعي بأنه بردية هو رجل آذانه مقطوعة، وأنه لص مختلس من هلافيت العامة وشناتير الناس.
فاتحد دارا ابن هستسب (واسمه في كتب الفرس جوشتسب) مرزبان هرقانيه،
Página desconocida