Frise
طويل، منقوش عليه صور رجال من الحرس الملوكي (المعروفين عندهم بالمخلدين)، وهم يسيرون بعظمة ووقار، وفي أيديهم الحراب (شكل
22-5 ).
شكل 22-5:
اثنان من المخلدين من متحف اللوفر.
فجميع ما في هذه القطعة بالغ في الإبداع، والجمال يظهر فيها بطء حركة الجنود المثقلة بالسلاح، وعلى وجوههم مخايل المهابة، وثبات الجنان، ويرى على قامتهم سيما الشمم والاقتدار، فهي كنموذج اختلط فيه العرفان بالبساطة؛ فظهرت حرية الحركة الخاصة بالفنون اليونانية ممزوجة بطرائق الصنائع المشرقية القديمة، وقد لونوها كلها تلوينا جمع بين الكثرة والتناسب، بحيث لا يتسنى لأرباب الفنون عندنا في هذا الزمان أن يحاكوهم فيها، بل هم - والحق يقال - يعجزون عن مجاراتهم، ويقعدون عن مباراتهم في هذا المضمار، فإن اختلاف الألوان في هذه القطعة، وتركيبها بجانب بعضها هما على شكل يوجب زيادة قيمة كل منها في البهاء الرواء، وربما كانت هذه القطعة أجمل ما خلفه لنا السلف من نموذجات الزخرفة في العمارات.
خلاصة ما تقدم (1)
كانوا يقولون إن ديانة الماديين والفارسيين هي من صنع زرادشت، وأن كتاب البستاه يحتوي على مبادئها. (2)
ومن مقتضى هذه الديانة أن هناك أصلين متعاديين وهما هرمز (أو رمزد) أصل الخير وأنجورمينيوس (أهرمان) أصل الشر، وكان كل واحد منهما يتسلط على الكون بواسطة جماعة من الأرواح يقتتلون على الدوام، ولا يزالون على هذه الحال إلى أن ينقرض العالم بهزيمة أهرمان. (3)
فكان الإنسان يعيش بحسب الشرع والعدل، والآلهة متنازعون متخاصمون ويكفر عن سيئاته بالتوبة والعمل الصالح لا بالقربان، وعبادتهم كانت في غاية البساطة وتحصل في بيوت النار؛ حيث يقيم الكهنة الموكلون بحفظ النار المقدسة وكانوا في بلاد ماداي عبارة عن طبقة مخصوصة تعرف بالمجوس، وقد صار لهم نفوذ عظيم حتى كانوا يتجاوزون حدود وظيفتهم في بعض الأحيان. (4)
Página desconocida