السنة السادسة عشرة من دولة مولانا السلطان الملك الظاهر وهي سنة اربع وسبعين وستمائة
دخلت هذه السنة والخليفة وملوك الطوايف على القاعدة المقررة من السنة الخالية ومولانا السلطان بدمشق .
متجددات الأحوال في هذه السنة
ذكر استدعاء مولانا السلطان ولده الملك السعيد إلى دمشق
قد تقدم القول أن مولانا السلطان عاد من حصن الأكراد ودخل دمشق في خامس المحرم، فلما كان عصر يوم السبت الرابع وعشرين من الشهر بعث الأمير بدرالدين بيليك الخزندار على البريد إلى القاهرة يستدعي ولده الملك السعيد إليه فوصلها ليلة االأربعاء قريب الغروب السابع والعشرين من الشهر ، وأقام بالقلعة أربعة أيام حتىجهز أمر الملك السعيد ، ثم رحل على البريد عند الغروب يوم السبت الثاني من صفر فدخل دمشق رابع ساعة من يوم الأربعاء سادس الشهر . وكان قد حصل للسلطان االملك السعيد في هذه السفرة رمد فلم يكترث به ، وحملته نفسه الأبية وهمته التركية على احتمال ما ألم [ به ] من الألم لعلمه أن اجتماعه بوالده نعمة لا يحصى شكرها قلم .ولما خرج من مصر وقع الإرجاف فيها لخروجه وداخل أهلها الخوف والحذر ، وظنوا ان ذلك عن حادث جرى به القضاء والقدر ، ولم يكن شيء من ذلك ، وإنما كان السبب فيه أن مولانا السلطان شرب القمز على عادته مع الأمراء ، فخطر بباله
Página 120