ذكر وصول رسل بيت بركة إلى هولانا ظالسلطان الملك الظاهر
في ذي القعدة وصل إلى دمشق ، من بيت بركة من عند منكوتمر ابن طغان ابن سرطق بن باتوا ، رسل في البحر ، وكانوا لما خرجوا من بلاد الأشكري قاصدين خدمة مولانا السلطان صادفهم مركب من البيشانيين ، فأخذهم ودخلوا هم إلى عكا ، فقبح عليهم من بها من المتصرفين ما فعلوه ، وقالوا : " نحن حلفنا للسلطان ان لا نمنع أحدا من الرسل من الوصول إلى أبوابه" ، ثم جهزوهم وسيروهم إلى دمشق ، ولم يرد البيشانيون ما أخذوا هم وكانت معهم هدية . فلما اجتمعا بمولانا السلطان عرفوه ما كان معهم ، فبعث إلى الإسكندرية ومنع من فيها من البيشانيين من التجار[ عن الصرف والسفر] حتى يعوضوا ما أخذ أصحابهم ، فكان مضمون رسالتهم انهم أحضروا كتابا لمولانا السلطان بجميع ما كان في المسلمين من البلاد التي استولى عليها هولاكو ، وطلبوا أن ينجدهم على استيصال شأفة ابن هولاكو.
Página 35