92

Historia de La Meca

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Investigador

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Ubicación del editor

بيروت / لبنان

مَكَّة خَالِد بن عبد الله الْقشيرِي بِسِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف دِينَار، فَضرب مِنْهَا على بَاب الْكَعْبَة صَفَائِح الذَّهَب وعَلى ميزاب الْكَعْبَة وعَلى الأساطين الَّتِي فِي جوفها. قَالَ الْأَزْرَقِيّ: فَكل مَا على الْمِيزَاب وعَلى الْأَركان فِي جوفها من الذَّهَب فَهُوَ من عمل الْوَلِيد بن عبد الْملك، وَهُوَ أول من ذهّب الْبَيْت فِي الْإِسْلَام، فَأَما مَا كَانَ على الْبَاب من عمل الْوَلِيد بن عبد الْملك من الذَّهَب فَإِنَّهُ رق وتفرق، فَرفع ذَلِك إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد بن الرشيد فِي خِلَافَته فَأرْسل إِلَى سَالم بن الْجراح عَامل كَانَ لَهُ بِثمَانِيَة عشر ألف دِينَار؛ ليضْرب بهَا على صَفَائِح الذَّهَب على بَابي الْكَعْبَة فَقلع مَا كَانَ على الْبَاب من الصفائح وَزَاد عَلَيْهَا من الثَّمَانِية عشر ألف دِينَار، فَضرب عَلَيْهِ الصفائح الَّتِي هِيَ عَلَيْهِ الْيَوْم والمسامير وحلى بَاب الْكَعْبَة وعَلى القبارين والعتب، وَذَلِكَ كُله من عمل مُحَمَّد بن هَارُون الرشيد، وَلم يقْلع فِي ذَلِك بَابي الْكَعْبَة وَلَكِن ضرب عَلَيْهِمَا الصفائح والمسامير وهما على حَالهمَا. قَالَ الْأَزْرَقِيّ: وَأَخْبرنِي الْمثنى بن جُبَير الصَّواف أَنه حِين فرقوا ذهب بَاب الْكَعْبَة وجد فِيهِ ثَمَانِيَة عشر ألف مِثْقَال فزادوا عَلَيْهِ خَمْسَة عشر ألف دِينَار، وَأَن الَّذِي على الْبَاب من الذَّهَب ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ ألف دِينَار. وَقَالُوا أَيْضا: أَنه لما قلع الذَّهَب عَن الْبَاب ألبس الْبَاب ثوبا أصفر. قَالَ ابْن جريج: وَعمل الْوَلِيد بن عبد الْملك الرخام الْأَحْمَر والأخضر والأبيض الَّذِي فِي بَطنهَا مؤزرًا بِهِ جدرانها وفرشها بالرخام وَأرْسل بِهِ من الشَّام، فَجَمِيع مَا فِي الْكَعْبَة من الرخام فَهُوَ من عمل الْوَلِيد بن عبد الْملك، وَهُوَ أول من فرشها بالرخام وأزر بِهِ جدرانها، وَهُوَ أول من زخرف الْمَسَاجِد. انْتهى مَا ذكره الْأَزْرَقِيّ. وَأهل مَكَّة يعتمرون فِي كل لَيْلَة سبع وَعشْرين من رَجَب من كل سنة وينسبون هَذِه الْعمرَة إِلَى ابْن الزبير.

1 / 111