أول بَيت وضع لغَيْرهَا أم لَا؟ فَقيل: كَانَت قبله بيُوت. وَجُمْهُور الْعلمَاء على أَنه أول بَيت وضع مُطلقًا. وَعَن ابْن عَبَّاس ﵄ أَن النَّبِي ﷺ قَالَ: " الْبَيْت الْمَعْمُور الَّذِي فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ: الضراح، وَهُوَ على الْبَيْت الْحَرَام لَو سقط سقط عَلَيْهِ يعمره كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لم يروه قطّ، وَإِن فِي السَّمَاء السَّابِعَة حرما على قدر حرمه ". رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَفِي رِوَايَة " يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف دحْيَة مَعَ كل دحْيَة سَبْعُونَ ألف ملك ". والدحية: رَئِيس الْجند، والضراح بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ الْمَشْهُور، وَقيل بِالْمُهْمَلَةِ مَضْمُومَة بعْدهَا رَاء ثمَّ ألف حاء ثمَّ حاء مُهْملَة، وَقَالَ مُجَاهِد: الْبَيْت الْمَعْمُور يَعْنِي بالضاد هُوَ الضريح بِالْمُعْجَمَةِ، والضريح فِي اللُّغَة الْبعيد. وَعَن النَّبِي ﷺ قَالَ: " هَذَا الْبَيْت خَامِس خَمْسَة عشر بَيْتا، سَبْعَة مِنْهَا فِي السَّمَاء إِلَى الْعَرْش، وَسَبْعَة مِنْهَا إِلَى تخوم الأَرْض، وأعلاها الَّذِي يَلِي الْعَرْش الْبَيْت الْمَعْمُور، لكل بَيت مِنْهَا حرم كحرم هَذَا الْبَيْت، لَو سقط مِنْهَا بَيت لسقط بَعْضهَا إِلَى تخوم الأَرْض السُّفْلى، وَلكُل بَيت من أهل السَّمَاء وَمن أهل الأَرْض من يعمره، كَمَا يعمر هَذَا الْبَيْت ".
فصل: ذكر بِنَاء الْمَلَائِكَة الْكَعْبَة قبل آدم ومبتدأ الطّواف
عَن عَليّ بن الْحُسَيْن ﵄ وَقد سُئِلَ عَن بَدْء الطّواف
1 / 26