طَعَام فِي الْجَاهِلِيَّة. وَفِي صَحِيح مُسلم عَن عَائِشَة ﵂ أَنَّهَا قَالَت لرَسُول الله ﷺ: إِن ابْن جدعَان كَانَ يطعم النَّاس ويقري الضَّيْف فَهَل يَنْفَعهُ ذَلِك يَوْم الْقِيَامَة؟ فَقَالَ: " لَا إِنَّه لم يقل يَوْمًا: رب اغْفِر لي خطيئتي يَوْم الدّين ". وَابْن جدعَان هُوَ ابْن عَم عَائِشَة ﵂. وَفِي غَرِيب الحَدِيث لِابْنِ قُتَيْبَة: أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ: " كنت أستظل بِظِل جَفْنَة عبد الله بن جدعَان فِي الهاجرة ". قَالَ ابْن قُتَيْبَة: كَانَت جفنته يَأْكُل مِنْهَا الرَّاكِب على الْبَعِير وَسقط فِيهَا صبي فَمَاتَ. قَالَ السُّهيْلي: وَكَانَ ابْن جدعَان فِي بَدْء أمره صعلوكًا ترب الْيَدَيْنِ، وَكَانَ مَعَ ذَلِك شريرًا فاتكًا لَا يزَال يجني الْجِنَايَات فتغفل عَنهُ أَبوهُ وَقَومه حَتَّى أبغضته عشيرته، ونفاه أَبوهُ وَحلف أَن لَا يؤويه أبدا لما أثقله بِهِ من الْغرم وَحمله من الدِّيات، فَخرج فِي شعاب مَكَّة حائرًا ثائرًا يتَمَنَّى الْمَوْت أَن ينزل بِهِ، فَرَأى شقًا فِي جبل فَظن فِيهِ حَيَّة فتعرض للشق يَرْجُو أَن يكون فِيهِ مَا يقْتله فيستريح فَلم ير شَيْئا فَدخل فِيهِ، فَإِذا فِيهِ ثعبان عَظِيم لَهُ عينان يتقدان كالسراجين، فَحمل عَلَيْهِ الثعبان فأفرج بِهِ فانساب عَنهُ مستديرًا بدارة عِنْدهَا بَيت فخطى خطْوَة أُخْرَى فصفر بِهِ الثعبان وَأَقْبل إِلَيْهِ كالسهم فأفرج لَهُ فانساب عَنهُ، فَوَقع فِي نَفسه أَنه مَصْنُوع من ذهب ومسكه بِيَدِهِ فَإِذا هُوَ مَصْنُوع من ذهب وَعَيناهُ ياقوتتان، فَكَسرهُ وَأخذ عَيْنَيْهِ وَدخل الْبَيْت فَإِذا جثث على سرر طوال لم ير مثلهم طولا وعظمًا وَعند رؤوسهم لوح من فضَّة فِيهِ تاريخهم، وَإِذا هم رجال من مُلُوك جرهم وَآخرهمْ موتا الْحَارِث بن مضاض، وَإِذا عَلَيْهِم ثِيَاب لَا يمس مِنْهَا شَيْء إِلَّا انتثر
1 / 66