130

Historia de La Meca

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Editor

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Ubicación del editor

بيروت / لبنان

النَّاس مِنْهَا، وَالْخلْوَة الَّتِي إِلَى جَانب هَذِه الْحُجْرَة مِمَّا يَلِي الْيمن عملت على مَا هِيَ عَلَيْهِ الْيَوْم فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة، وَكَانَت قبل ذَلِك على غير هَذِه الصّفة، وَإِنَّمَا بنيت على هَذَا الْوَضع الْآن؛ ليتوضأ النَّاس من الزبازيب الَّتِي عملت فِي أَسْفَلهَا.
فصل: ذكر سِقَايَة الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب ﵁
هَذِه السِّقَايَة إِلَى الْآن حجرَة مربعة عَلَيْهَا قبَّة كَبِيرَة ساترة لجميعها، والقبة من آجر مَعْقُود بالنورة، وَفِي أَسْفَل جدرانها خلاء الْجنُوب شبابيك من حَدِيد تشرف على الْمَسْجِد الْحَرَام، فِي كل جِهَة شباكان، وَفِي جَانبهَا الشمالي من خَارِجهَا حوضان من رُخَام مفردين، وَبَاب السِّقَايَة بَينهمَا، وَفِي هَذِه الْحُجْرَة بركَة كَبِيرَة تملأ من بِئْر زَمْزَم يسْكب المَاء من الْبِئْر فِي خَشَبَة طَوِيلَة على صفة الْمِيزَاب مُتَّصِلَة بالجدار الشَّرْقِي فِي حجرَة زَمْزَم، وَيجْرِي المَاء مِنْهَا إِلَى الْجِدَار الْمَذْكُور ثمَّ إِلَى قناة تَحت الأَرْض حَتَّى تخرج فِي الْبركَة من فوارة فِي وَسطهَا، وَآخر وَقت عمرت فِيهِ هَذِه السِّقَايَة سنة سبع وَثَمَانمِائَة، وَسبب عمارتها فِي هَذِه السّنة سُقُوط الْقبَّة الَّتِي كَانَت على هَذِه السِّقَايَة وَكَانَت من عمل الْجواد، وَكَلَام الْأَزْرَقِيّ فِي أصل هَذِه السِّقَايَة مُخَالف مَا هِيَ عَلَيْهِ الْآن، وَقد ذكر الْأَزْرَقِيّ ذرع مَا بَينهَا وَبَين الْحجر الْأسود وَغير ذَلِك من جَوَانِب الْمَسْجِد.
فصل: ذكر حد الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَا يتَعَلَّق بِالنَّوْمِ وَالْوُضُوء فِيهِ وَأول من أدَار الصُّفُوف حول الْكَعْبَة
عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: إِنَّا لنجد فِي كتاب الله تَعَالَى أَن حد الْمَسْجِد الْحَرَام من الْحَزْوَرَة إِلَى الْمَسْعَى. وَعَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: أساس الْمَسْجِد الْحَرَام الَّذِي وَضعه إِبْرَاهِيم ﵊ من الْحَزْوَرَة إِلَى الْمَسْعَى إِلَى مخرج سيل أجياد. قَالَ: وَالْمهْدِي وضع الْمَسْجِد على الْمَسْعَى. وَعَن عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ: الْمَسْجِد الْحَرَام الْحرم كُله. وَأول من أدَار الصُّفُوف حول الْكَعْبَة خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي، وَكَانَ النَّاس يقومُونَ قيام شهر رَمَضَان فِي أَعلَى الْمَسْجِد الْحَرَام تركز حَرْبَة خلف الْمقَام

1 / 149