283

فعلوا ذلك بمناسبة هذه الهوشة فاتصل الخبر بأمير الحج المصري قبل أن يتصل بأصحاب الحكم فرأى أن دفع ضريبة الأمن لا يتفق مع حركات النهب وكأنه أراد أن يؤدب أصحاب الفتنة بسيفه بدلا من أن يحيل الأمر الى صاحب مكة فتطور الحال وتفاقمت حوادثه وانطلق العسكر المصري خلف أصحاب الفتنة فهرب المكيون في الجبال وانطلق معهم جماعة من البدو وسيطر المماليك بقوة سلاحهم وسطا أمير الحج المصري على جماعة من البدو فقدمهم قربانا عوضا عن البدن التي كان يريد أن ينحرها (1).

ولعل حادث الفتنة في هذا الموسم بالاضافة الى اصرار رميثة وحميضة على فرض المكوس ترك أثره في حجاج الشام ومصر وأوغر صدر سلطان المماليك الناصر محمد بن قلاوون فأسرها في نفسه .. وبدأت المواسم التالية قليلة المحصول لقلة الوارد من الشام ومصر وانقطاع العراقيين من سنوات وظل الأمر على حاله تقريبا الى أن رأى الملك الناصر أن يضرب رميثة وحميضة بأخيهما أبي الغيث فأعد عدته للحج وخرج بنفسه على رأس مائة فارس وستة آلاف مملوك على الهجين في عام 712 فاحتل مكة بعد أن اجلى رميثة وحميضة وولى مكانهما أبا الغيث.

ويبدو أن الأشراف في مكة وكثيرا من سكانها البدو والحاضرة كانوا أميل الى رميثة وحميضة منهم الى أبي الغيث لهذا ما كاد يستقر الأمر لأبي الغيث بسلاح الملك الناصر حتى استأنف الأهالي مناوأته فعانى كثيرا في حكمهم طوال عامي

Página 305