وفي سنة 269 تولى امر مكة محمد بن الساج ثم تولاها في عام 272 يوسف بن الساج (1) وفي هذا العام انتدب امير المدينة احمد الطائي غلامه بدرا لامارة حجاجها فنشب بين امير مكة يوسف الساج وبينه خلاف ادى الى القتال على ابواب المسجد واسر بدر فغضب له بعض اهل الحج وثاروا على يوسف بن الساج حتى اسروه وساقوه الى بغداد (2) وتولى امر مكة في هذا العهد ابو عيسى محمد بن يحي ثم ما لبث ان غضب عليه الخليفة المعتمد وانتدب له ابا المغيرة ليقصيه عن مكة وقد فعل وفيها قتل ابو عيسى وتولى مكانه ابو المغيرة (3).
** ثورة العلويين السابعة :
وفي هذا العهد استغل محمد بن سليمان من ابناء العلويين فرصة انشغال العباسيين بالفتن فثار بمكة واستقل بامارتها في عام 301 وخطب لنفسه في موسم الحج ومما قال «الحمد لله الذي ابرز زهر الايمان من اكمامه وكمل دعوة خير الرسل باسباطه لابني اعمامه!» (4) ولم اطلع فيما قرأت من مصادر على مدة بقاء هذا الحكم ولعلها كانت قصيرة لا تستحق عناية المؤرخين كما انها كانت آخر ثورة للعلويين الا اذا اعتبرنا ثورة الاشراف في القرن الرابع الهجري استئنافا جديدا.
ومر عهد المعتضد والمكتفي والمقتدر الى ان كان عام 317 من عهد القاهر في
Página 193