فكتبت ما تيسر لي من تراجم علماء هذه البلدة وفضلائها (مولد-وفاة- المكانة العلمية أو الدينية- وآثار ومؤلفات) وذلك حسب الاستطاعة،فما وجدناه من التواريخ تحقيقا أثبتناه، وما لم نجده وضعناه تقريبا.
وأما ما كان من الآثار والمؤلفات فقد تتبعناها بقدر الطاقة والإمكان،وغالبها مخطوط لم يتنفس الصعداء، ولا يزال مكنونا في خزائن العلماء وأبناء العلماء، ومن خلال تتبعنا لمسنا أن التأليف قد قل في هذه الهجرة في العصور الأخيرة، ويرجع ذلك إلى عوامل سياسية وعوائق اقتصادية، وهو ما سيظهر للقارئ من خلال اطلاعه على تراجم هذا الكتاب، ومن ذلك ما وقع على شيخ العترة السيد العلامة أمير الدين بن عبد الله بن نهشل من عوامل سياسية، كقيام الأتراك بالاعتداء على منزله الكائن بحجة سابقا، مما اضطره إلى الهجرة إلى حوث، بالإضافة إلى أن الأتراك قاموا بإحراق منازله الثلاثة التي بحوث في عهد أحد أحفاده وهو السيد العلامة قاسم بن أحمد زيد، والتي لا تزال آثار الحريق موجودة بها حتى يومنا هذا، وهذه الأسباب هي التي أدت إلى ضياع مؤلفاته، بل ومؤلفات من بعده إلى جانب ما عاناه من صراع مع الأتراك فهذا هو الذي شغله عن التأليف، ومن ذلك ما تعرضت له مكتبة الوالد العلامة محمد بن علي ساري من نهب وإحراق أدى إلى ذهاب أكثر المخطوطات والمؤلفات والرسائل لعلماء آل الأعضب خصوصا، ولبقية العلماء عموما، وكذلك ما تعرضت له المخطوطات الموجودة بمدينة حوث في الآونة الأخيرة من بيع، أدى إلى فقدانها وضياع بعض تراثها العلمي، وغير ذلك من الأسباب.
Página 21