Historia de los Principios Económicos y los Sistemas Europeos
محاضرات في تاريخ المبادئ الاقتصادية والنظامات الأوروبية
Géneros
آدم سميث1
إن معظم الاقتصاديين في هذا الزمان يقولون بأن آدم سميث هو مكون علم الاقتصاد الحديث، وهم يستندون في قولهم هذا بأنه منذ انتشر كتابه المسمى بثروة الأمم
Wealth of Nations
قد نسيت كل الكتب التي وضعت قبله في هذا الفن، أو بعبارة أخرى أنه كسف من كان قبله من علماء الاقتصاد وفاق عليهم، أما أسباب ظهور كتابه على غيره من الكتب، فهي ما يأتي:
أولا:
أنه كان لكتابه في عهده قيمة أدبية كبرى.
ثانيا:
أن آدم سميث اقتبس من آراء من سبقوه من علماء الاقتصاد أهمها وكلون منها، ومما استفاده بالخبرة أو وصل إليه بالدرس نظاما جديدا شاملا. ويظهر أن المؤلفين الذين كان لهم عليه تأثير كبير في حياته، أو كانت أفكارهم من دواعي سلوكه الطريق التي سلكها هم هتشون وهيوم وماندفيل.
ثالثا:
أنه استفاد كثيرا من آراء الفيزوقراطيين، وقد عاشر أثناء إقامته بباريس عام 1765 اثنين من أقطاب المبدأ الفيزوقراطي، وهم تيرجو وديكناي، وقد اقتبس من الفيزوقراطيين رأيا من أهم آرائهم وأثمنها، وهو ما يتعلق بتقسيم الثروة ولكنه فاق عليهم بنظره الشامل في العلم وتفوقه يرجع؛ لأنه ترك النظامات الاقتصادية المفككة، ودخل بالاقتصاد في دائرة العلوم؛ أي إنه صيره علما قائما بذاته. وإنني أريد في هذا الدرس أن ألخص لكم كتاب سميث الشهير وهو ثروة الأمم، فأقول: إن أول ما يلاحظه القارئ الواقف على مبدأ الفيزوقراطيين، هو الفرق العظيم بين سميث وبينهم في ما يتعلق بقيمة العمل، فقد رأيتم في الدرس السابق أن الفيزوقراطيين الذين كانوا لا يعلقون أقل أهمية على العمل، إنما كل اهتمامهم كان قاصرا على الأرض، ولكن آدم سميث على عكسهم يؤكد لنا في أول كتابه أن العمل
Página desconocida