Historia de la Bahía de Alejandría y el Canal de Mahmudiyya
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
Géneros
والوصول كان في أول نوفمبر من السنة المذكورة، وبعد استيفاء الإجراءات الجمركية سكن في حي الإفرنج في منزل مسيو ناردي (Nardy)
تاجر ومراسل مسيو بافي (Baffi)
وظل عشرة أيام في الإسكندرية، الأمر الذي سوغ له التفرج على الخرائب التي في المدينة.
وسافر مسير كوست إلى رشيد في 10 نوفمبر بعد أن استأذن مسيو ناردي شاكرا ضيافته الودية، ووصل إلى رشيد في الغد 11 نوفمبر، ونزل عند مسيو تورنو (Tourneau)
من فرسان الخيالة القدماء ومن التجار ووكيل قنصلية فرنسا ومراسل مسيو بافي، وهذا أركبه متن ذهبية إلى الطرانة محل سكن هذا الأخير، وكانت الرحلة طويلة في هذا الفصل الذي فيه تكثر رياح الجنوب وتكون الأشرعة عديمة الجدوى ولا ينفع غير السحب باللبان ومجهود الملاحين، وعلى ذلك لم يصل إلى الطرانة إلا قبيل آخر الشهر.
واستقبله مسيو بافي أحسن استقبال هو وجميع أتباعه وهم كثيرون، وكان يدير في هذا الوقت مصنعا لملح البارود بقزانات بناه على أطلال طيرينيتس القديمة
Térénutis (كوم أبو يلو) الواقعة على مسافة 4 كيلو مترات جنوب غرب الطرانة الواقعة على طرف الصحراء، وكان مسيو بافي قد حاز ثقة محمد علي الذي سماه عمر بك ورئيس المماليك الفرنسيين، وهؤلاء هم جنود جيش بونابرت الفرنسيون القدماء الذين بقوا في مصر وخدموا محمد علي في ظروف مختلفة، ولم يبق منهم إلا زهاء مائة وجميعهم عاجزون، وقد أذن لهم أن يعملوا بصفة تراجمة للسياح الأجانب، وأسكنوا في الترسخانة وفي مختلف المصانع التي أقيمت حديثا ويديرها أوربيون، وكان مع مسيو بافي نحو العشرين منهم.
وبعد بضعة أيام استراح خلالها طلب منه مسيو كوست أن يقدم له بيانا عن مصنع ملح البارود بدون نار ليرسم مشروعا إجماليا بكافة الأبنية التي تلزم، وبما أن طريقة الصناعة هذه كانت سرا من الأسرار، تردد في إجابة طلبه، إذ كان يريد قبل أن يطلعه على ذلك أن يعرف سجيته ومبلغ أمانته، فأجل هذه الإجابة إلى ما بعد سفرهما إلى مصر واطلاع محمد علي على هذا الطلب.
وفي يناير سنة 1818م توجها إلى القاهرة، وسارع مسيو بافي إلى تقديمه بواسطة باغوص بك الأرمني الجنس والمترجم الأول لمحمد علي إلى سموه في سرايه القائمة في القلعة، فأكرم محمد علي وفادته، ودعاه للجلوس على الديوان حيث قدمت إليه القهوة والشبق، وقال مسيو كوست: إنه لدى الدخول في قاعة الجلسة كان محمد علي متربعا في ركن الديوان (المقعد) ويلوح أنه كان يتهجى حروفا بجانب أحد المشايخ، وعند خروجه من المقابلة لاحظ لباغوص بك أن سموه كان يتعلم القراءة فأجاب: «نعم» إن الباشا أدرك ضرورة التعلم، وكانت سنه وقتئذ أربعين سنة، وقد وخطه الشيب وتوصل بمحض قوة إرادته أن يقرأ ويتثبت من مصلحته.
وبعد أن انتهت المقابلة زارا كيخيا بك ناظر الداخلية وشريف بك ناظر المالية حيث أجرى مسيو بافي قيده بصفة موظف من موظفي الباشا طبقا للشروط التي تم توقيعها في مرسليا، وفي الأيام التالية قدمه لمشاهير التجار المقيمين بمصر.
Página desconocida