Historia de la Locura: Desde la Antigüedad hasta Nuestros Días
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Géneros
ولا يساعد هذا النظام إلا على حل مشكلة التبول بالطبع.
لا تمتلك معظم المهاجع نظاما للتدفئة، ما عدا المخصصة للتمريض: «لا توجد ضرورة لتجاوز الخمس عشرة أو الست عشرة درجة مئوية، ويجب قدر الإمكان ألا يهبط مؤشر الحرارة عن اثنتي عشرة درجة مئوية.»
20
وتشهد اللوائح - التي تذكر الحراس بأن المرضى يجب ألا يتعرضوا للبرد بسبب أضراره وخطورته - بغياب نظام التدفئة الموجود لدى غالبية الفرنسيين في ذلك الوقت. في عام 1917، نجد شقيقة أحد المرضى الأغنياء بمصحة بون سوفور بكاين تشكر بشدة المدير لموافقته على منح أخيها غرفة مدفأة طوال فصل الشتاء، في مقابل زيادة مائة فرنك. وتخضع أجهزة التدفئة - إن وجدت - لحراسة مشددة. وتوضح رسوم دانييل فيرج الأخاذة عن مصحة سالبيتريير أن هذه الأجهزة كانت محاطة بشبكات ساخنة ضخمة. وداخل المصحة، لا تكون المأساة مستبعدة؛ «ففي عام 1900، بمصحة فيلجويف، نجحت إحدى المريضات في فتح باب الشبكة، وذهبت لتجلس بملابس النوم على القدر الضخم المشتعل، فاحترقت حية.»
21
كان الالتزام بالتوقيت اليومي شديدا، وأيضا بجدول العمل الأسبوعي والشهري والسنوي. يبدأ الصيف في الخامس عشر من مايو، والشتاء في الخامس عشر من أكتوبر. كان من الممكن أن تندلع حروب وثورات أمام جدران المصحة دون أن يتم المساس بأي شيء في الحياة اليومية بالداخل. فانتظام الأمور والوقت هو أول علاج لفوضى العقول. كل يوم جمعة، يحين موعد حلاقة لحى وشعور المرضى وتقليم أظافرهم. وأيام السبوت وليالي الأعياد، تخصص لتوزيع بياضات الأسبوع وملابس يوم الأحد. تسهل الأزياء الموحدة للمرضى عملية المراقبة، بفضل غطاء الرأس المميز الذي يختلف من مصحة لأخرى. يكون هنا عبارة عن قبعة أو منديل للرأس، وهناك طاقية أو قطعة قماش. وفي الأقدام، يتم ارتداء أحذية بدلا من القباقيب الخشبية التي قد تتحول - في يد مريض عقليا مهتاج - إلى سلاح خطير.
يسمح للمرضى، يوم السبت كل أسبوعين، بكتابة مراسلاتهم، ولكن بالطبع يمنع المصابون بهوس الكتابة من حضور هذا اليوم؛ لكيلا يسترسلوا في إخراج هذيانهم الطويل على الورق. وتستعيد جهة الرقابة على الرسائل كل هذه المراسلات دون صعوبة، كما تمارس مراقبة قاسية على أي مراسلات غير مصرح بها؛ لكيلا تتسبب في قلق العائلات التي يكون تدخلها ضارا في بعض الأحيان، ولا سيما حينما تستقبل خطابا سريا من مريضها يدعي فيه شفاءه ويدعوهم لإحضاره من المصحة على وجه السرعة. في الواقع، تمنع الرقابة دخول أي بريد سري، مثلما تشير جهة التفتيش على الطرود إلى وجود حركة للتهريب تقوم بها العائلات بانتظام أثناء الزيارات.
عادة ما تكون للزيارات العائلية أثر كارثي على المريض: «كان هناك نوع من التحسن، إلا أنه عقب زيارة تطفلية قامت بها أسرتها، أصيبت السيدة بحالة ذهول ولامبالاة وصمت لم يستطع شيء إخراجها منها. فلم تعد تعتني بنفسها، بل وأصابها نوع من الخرف» (مصحة بون سوفور - عام 1863). وفي الأغلب تسبب هذه الزيارات نوعا من الاهتياج للمريض؛ ولذلك لا يسمح بها كبير الأطباء إلا في أضيق الحدود. وتتم فقط في بهو الاستقبال أو في الحدائق خلال الفصول ذات المناخ الجيد وتحت إشراف أحد الحراس. ويجب أن تتوقف فور ظهور أي أثر اضطراب على المريض.
وعلى النهج نفسه، تعطى تصريحات الخروج (داخل نطاق العائلة فقط) بالأحرى بتضييق شديد، ولم تتح أبدا إلا في بداية القرن العشرين. ويجب - من أجل الحصول على مثل هذه الميزة - أن يكون المريض قريبا بالفعل من الشفاء ومن مرحلة الخروج. وتكون مدتها وجيزة للغاية، بل وتقتصر في بعض الأحيان على يوم واحد؛ مما يجبر المريض على العودة إلى المصحة قبل حلول الليل. أما تصاريح الخروج الأطول، فتكون هناك تجارب قبل التصريح بخروج المريض. وفي جميع الأحوال، يجب أن يكون أحد أفراد العائلة ضامنا للمريض، ويعد تصريح الخروج أحد أكثر الوثائق إلزاما: «سيادة المدير، أرجو التكرم بإخراج والد زوجتي - السيد س. - اليوم لقضاء اليوم معنا، وأتعهد بمراقبته، وأخلي المصحة من أي مسئولية تجاهه. كما أتعهد بإرجاعه في ذات اليوم قبل الساعة السادسة مساء.» على ظهر البطاقة عادة ما يكتب إشارة كاملة موجهة بوضوح إلى الشرطة في حالة هروب المريض توضح: العمر، الطول، ولون العيون والشعر، والملابس: «معطف رمادي قديم، وبنطلون أزرق قديم ولكن في حالة جيدة، أحذية عمل بأربطة وواقيات للساق من الجلد وقبعة من القش (بالمصادفة يكون ارتداء القبعة هو علامة يوم الأحد).»
لا تكون اتصالات المريض مع الخارج (العائلة فقط) إلا في أضيق الحدود، بل ولا تشكل حقا له أمرا كبيرا: فيمكن لمريض أن يجد نفسه ممنوعا من أي علاقات مع العالم الخارجي لشهور أو لأعوام، بل ولعقود. و«العالم الخارجي» هو كلمة سحرية، كوكب بعيد بالنسبة إلى من يقيمون بين جدران مصحة الأمراض العقلية.
Página desconocida