Historia Económica Mundial: Una Introducción Muy Corta
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
في سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر، تولت الوزارتان تنفيذ المشروعات على افتراض أن الشركات اليابانية لن تدخل التكنولوجيا الحديثة بالسرعة المطلوبة؛ لذا كان على الدولة أن تقوم بدور المقاول. أقيمت المناجم والمصانع المملوكة للدولة باستخدام الماكينات المستوردة المتطورة، بيد أن معظمها فشل فشلا تجاريا ذريعا. أقيم مصنع توميوكا لحل الحرير - على سبيل المثال - في عام 1872 باستخدام ماكينات فرنسية، وبالاعتماد على طاقة البخار، لكنه كان دائما ما يحقق خسائر. وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر، باعت الحكومة اليابانية معظم مؤسساتها الصناعية، واعتمدت على الشركات لاتخاذ القرارات الإدارية في الإطار الذي وضعته الدولة، فتوصلت الشركات اليابانية إلى حل لمشكلة استيراد التكنولوجيا من خلال إعادة هندستها لتناسب الظروف اليابانية.
واجهت اليابان مشكلة تفاقمت بمرور الوقت؛ وهي التكنولوجيا الحديثة التي كانت أساس الماكينات والمصانع المصممة لتناسب شركات غربية تعمل في ظروف المجتمع الغربي. بنهاية القرن التاسع عشر، كانت الأجور في الغرب أعلى كثيرا من مثيلاتها في اليابان؛ لذا اعتمدت التصميمات الغربية على رأس مال ومواد خام أكثر، وذلك للاقتصاد في استخدام العمالة. لم تكن هذه البنية مناسبة لليابان؛ إذ أدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج. وفي حين ظلت بعض الدول تسير متخبطة باستخدام تكنولوجيا غير مناسبة لظروفها، توصلت اليابان إلى حل أكثر ابتكارا؛ إذ أعاد اليابانيون تصميم التكنولوجيا الغربية لجعلها ذات تكلفة مناسبة في ظل اقتصادهم منخفض الأجور.
كانت صناعة حل الحرير مثالا مبكرا. في الوقت الذي كان مصنع توميوكا يحقق خسائر، أقامت عائلة أونو التجارية في تسوكيجي مصنعا استخدم ماكينات استلهمت التكنولوجيا الأوروبية. في هذه الحالة، صنعت الماكينات من الخشب بدلا من المعدن، وتمثل مصدر الطاقة في رجال يديرون أذرع دوارة بدلا من الاعتماد على المحرك البخاري. صار إدخال التعديلات على التكنولوجيا الغربية وفق هذا النهج معروفا في اليابان باسم «أسلوب ساوا»، ومن ثم كانت هذه تكنولوجيا مناسبة لليابان؛ حيث إنها اعتمدت على القليل من رأس المال الباهظ والكثير من العمالة الأقل تكلفة.
ينطبق الأمر نفسه على صناعة القطن. لم تكن المحاولات المبكرة للغزل عن طريق ماكينة الغزل ناجحة، ولكن كانت ماكينة جارابو (عمود الدوران الهزاز)، التي ابتكرها جون توكميون أكثر نجاحا، وكان النجارون المحليون يصنعون ماكينات جارابو بأسعار زهيدة (ومن ثم فإنها كانت توفر في رأس المال)، وكانت تنتج غزلا يشبه الغزل الذي كانت تنتجه العجلات اليدوية المنافسة لها. لم تكن ماكينة جارابو مشروعا رفيع المستوى تدعمه الحكومة، ولكنه كان مدعوما من قبل جمعية تطوير الإنتاج التي كانت تديرها المنطقة المحلية لجوان.
وفي هذا الصدد، تكشف المقارنة مع الهند أمورا كثيرة. كانت صناعة غزل القطن التي نمت بسرعة في بومباي في سبعينيات القرن التاسع عشر تستخدم ماكينات الغزل الإنجليزية، وكانت المصانع تدار بالطريقة نفسها التي كانت تدار بها مثيلاتها في بريطانيا، ولم تجر أي محاولات منهجية لتخفيض رأس المال في الصناعة الهندية. في المقابل، جرت هذه المحاولات في اليابان، وكانت الخطوة الأولى الأساسية تتمثل في تشغيل المصانع لفترتي دوام تستمر كل منهما إحدى عشرة ساعة يوميا بدلا من دوام واحد، وهو ما كان معتادا في بريطانيا والهند، وقد أدى هذا إلى تخفيض رأس المال لكل ساعة بمقدار النصف. منذ تسعينيات القرن التاسع عشر وما بعدها، حلت العواميد الدوارة الحلقية عالية السرعة محل ماكينات الغزل الإنجليزية، وقد أفضت هذه التغييرات في الأساليب المتبعة إلى زيادة معدلات التوظيف مقارنة برأس المال، وأيضا إلى انخفاض التكاليف. بحلول القرن العشرين، صارت اليابان أقل دول العالم تكلفة في إنتاج غزل القطن، وتفوق اليابانيون على الهنود والصينيين والبريطانيين.
امتد تطوير التكنولوجيا الملائمة إلى مجال الزراعة. أجرى اليابانيون التجارب على ماكينات الإنتاج الزراعية الأمريكية في سبعينيات القرن التاسع عشر، لكنها لم تلق نجاحا نظرا لاعتمادها على رأس مال كثيف، أما الجهود التي حققت نجاحا أكبر فهي جهود زيادة إنتاجية الأراضي، حتى لو تطلب ذلك استخدام المزيد من العمالة. في عام 1877، تطورت زراعة أرز «الشنريكي» قرب أوساكا، وكان هذا النوع من الأرز ينتج محصولا كبيرا في حال تسميده، وفي حال حرث حقول الأرز بصورة كاملة. وقد اعتمدت وزارة الزراعة على منظمات المزارعين المخضرمين لنشر هذه الثقافة في جميع أنحاء البلاد. ارتفع الإنتاج الزراعي بصورة مطردة في اليابان في عصر ميجي، وساهم إسهاما مهما في نمو الاقتصاد ككل، بمجرد تركيز عملية الابتكار على زيادة إنتاجية الأراضي، وهي أحد عوامل الإنتاج النادرة وعالية القيمة.
الفترة الاستعمارية 1905-1940
بينما جرى إصلاح المجتمع الياباني خلال عصر ميجي، كان التغيير في البنية الاقتصادية بطيئا، فكانت الصناعات الرائدة صناعات تقليدية، مثل الشاي والحرير والقطن، وكانت صادرات هذه المنتجات تستخدم في شراء الماكينات المستوردة والمواد الخام.
تسارع النمو الصناعي بين عامي 1905 و1940، كما تغيرت طبيعته. قفزت حصة التصنيع في الاقتصاد الياباني من 20٪ من إجمالي الناتج المحلي في عام 1910، إلى 35٪ في عام 1938. وفي تلك الفترة، وضعت أسس الصناعات التعدينية والهندسية والكيميائية التي قادت النمو الياباني في فترة ما بعد الحرب، مثلما وضعت أسس الشركات الشهيرة التي تصنع هذه المنتجات.
تزامنت هذه التطورات مع التنفيذ الكامل لنموذج التنمية الاقتصادية القياسي. استعادت اليابان السيطرة على سلطتها في فرض التعريفات في عامي 1894 و1911؛ فجرى رفع قيمة التعريفات مباشرة لحماية صناعتها. بحلول عشرينيات القرن العشرين، كان النظام المصرفي قد نضج إلى الدرجة التي صار معها يستطيع تمويل التنمية الصناعية. بالإضافة إلى ذلك، أبقت اليابان على نظامها القائم على السياسة الصناعية الموجهة، وقد أثبت استخدام مزيج من الأدوات السياسية فعاليته البالغة في دعم الصناعات الثقيلة.
Página desconocida