ومنهم المولى محيي الدين محمد بن قطب الدين وكان مدرسا، وما زال يترقى حتى تولى قضاء العساكر، ثم عزل عن القضاء فرجع إلى التدريس ثم ترك التدريس وذهب إلى الحج ورجع وانقطع للعبادة واعتزل الناس.
ومنهم المولى حافظ محمد بن أحمد باشا بن عادل باشا أصله من بردعة، في حدود العجم قرأ في تبريز وفاق أقرانه وبلغ الغاية من العلوم العقلية مع الرسوخ التام في الفقه والتفسير والحديث، ومع الأدب والتاريخ، ولم يكن يفتر عن الكتابة وله تآليف كثيرة وشروح وحواش على كتب السيد الشريف الجرجاني، وله رسالة اسمها «الهيولي» وله كتاب اسمه «مدينة العلم» جعله ثمانية أقسام، وأورد في كل قسم منها اعتراضات على ثمانية من العلماء المشهورين في الآفاق، كصاحب الهداية وصاحب الكشاف والبيضاوي والتفتازاني، والشريف والجرجاني، ونحوهم، وله رسالة اسمها «نقطة العلم» ورسالة أخرى اسمها «معارك الكتائب» ورسالة أخرى اسمها «السبعة السيارة» وكان بالجملة من أعاظم العلماء.
ومنهم الشيخ محمد التونسي المغوشي، قال عنه الطاشكبري صاحب «الشقائق النعمانية» إنه أجازه، وقال: إنه كان آية من آيات الله الكبرى في العلم والفضل والتحقيق وكان يقرأ القرآن العظيم على السبع القراءات، بل على العشر، وذلك بدون مطالعة كتاب، وكان يحفظ الشرح المطول للتلخيص مع حواشيه للسيد الشريف، ويحفظ شرح المواقف للسيد، وشرح المطالع لقطب الدين الرازي والكشاف، مع حواشي الطيبي، وغير ذلك من الكتب يحفظها بأسرها لم يكن يحتاج إلى كتاب ولا إلى ورقة، بل كان يملي كل شيء من حفظه، وقد يكون شأنه في هذا من خوارق العادة، وفي آخر الأمر استأذن السلطان سليمان في الذهاب إلى مصر فرارا من برد استانبول الذي لم يألفه، وتوفي في مصر.
ومنهم المولى عبد الفتاح بن أحمد بن عادل باشا كان من المدرسين الكبار وتوفي وهو يدرس بمدرسة الوزير إبراهيم باشا في القسطنطينية.
ومنهم المولى علاء الدين علي الأصفهاني وكان أيضا من كبار المدرسين وأصله من بلاد العجم.
ومنهم مصلح الدين المشهور بجاك وأصله من بلاد منتشا، وكان مدرسا ثم انقطع عن التدريس وانقطع للعبادة.
ومنهم شاه قاسم بن الشيخ المخدومي من أهل تبريز لما فتح السلطان سليم تلك البلدة أتى به معه إلى بلاد الروم وكان من الأدباء.
ومنهم قاضي زاده الأردبيلي، وهو من تبريز أيضا، فلما فتحها السلطان سليم أتى به أيضا إلى بلاد الروم، وقد ترجم «تاريخ ابن خلكان» إلى الفارسية وقتل مع الوزير أحمد باشا نائب السلطان سليمان في مصر.
ومنهم محيي الدين محمد الغراباغي قرأ في بلاد العجم ثم أتى إلى بلاد الروم وعاش مدرسا، وله تآليف منها شرح لرسالة «إثبات الواجب» للدواني، وحواش على شرح «القواية» لصدر الشريعة، وكتاب في المحاضرات اسمه «جالب السرور» وقد تلقى علماء عصره هذه الكتب بالقبول.
ومنهم ابن الشيخ الشبشري وقرأ في بلاد العجم وجاء إلى بلاد الروم، وله قصيدة بالفارسية مقدار ستين بيتا، مصراع كل بيت منها تاريخ لجلوس السلطان سليمان، وكان المصراع الأخير تاريخا لفتح قلعة رودس، وله كتب وحواش على تأليف السيد الجرجاني وأثنى السيد الطاشكو بري عليه في أخلاقه.
Página desconocida