Historia de la Primera Guerra de los Balcanes: Entre el Imperio Otomano y la Liga Balcánica formada por Bulgaria, Serbia, Grecia y Montenegro
تاريخ حرب البلقان الأولى: بين الدولة العلية والاتحاد البلقاني المؤلف من البلغار والصرب واليونان والجبل الأسود
Géneros
وكان البلغاريون يصرفون الجهد إلى إضعاف عزائم الحامية، فمن أعمالهم التي ذكرها والي أدرنه والموسيو جينيه قنصل فرنسا الذي كان محصورا، أنهم أرسلوا طيارا بعد فشل الجيش العثماني إلى ما فوق المدينة، فأخذ يرمي عليهم من الجو منشورات جاء فيها أن البلغاريين إنما يحاربون الحكومة العثمانية ولا يرتكبون عملا ضد المسلمين، ولا يريدون سفك الدماء بل يرمون إلى غرض وحيد، هو توطيد أركان الأمن في البلقان، ثم ذكروا أن أربع دول أحاطت بالأملاك العثمانية في شبه جزيرة البلقان، وأن بابا اسكي ولوله بورغاز وديمتوقه واسكوب وبرشتينا وقومانوا (أي قومانوفو) والاصونا وغيرها من المدن العثمانية العظيمة أصبحت في أيديهم وتحت سلطانهم ، وأن أدرنه حوصرت من كل جهة فصار من المستحيل إرسال المدد إليها من الأستانة، وإن أمام أدرنه ألف مدفع بلغاري، فإذا لم تسلم المدينة كان نصيبها الدمار والخراب.
ولما اطلع شكري باشا على تلك المنشورات أصدر منشورا أظهر فيه قوة قلاع أدرنه وذكر جملة حوادث فظيعة منسوبة إلى البلغار.
ومنها؛ أنهم أرسلوا مندوبين إلى شكري باشا ليشرحوا له ما أصاب الدولة العثمانية، ويظهروا أن كل مقاومة أصبحت عبثا، وعرضوا عليه أن يخرجوا الحامية بسلاحها وشرفها العسكري، فأبلغهم أنه يرفض التسليم كل الرفض، وبقيت الحرب سجالا فردت حامية أدرنه هجمتين عنيفتين وهجمات صغيرة لا تعد، وإذا صح ما رواه الكولونل بوكابيل فإنها خسرت منذ ابتداء الحصار إلى يوم الهدنة (التي أبلغ خبرها إلى الحامية في 8 أو 9 ديسمبر) 15000 بين قتيل وجريح، وخسارة البلغاريين 10000 رجل.
وفي اليوم العاشر من شهر ديسمبر اجتمع المندوبون البلغاريون والمندوبون العثمانيون واتفقوا على شروط الهدنة. •••
ولما فشل مؤتمر الصلح وألغيت الهدنة (كما سترى بعد نهاية الكلام على المعارك)، عاد البلغاريون إلى مهاجمة أدرنه كما عادوا إلى القتال في كليبولي وجتالجه، فاستولوا على قلعة «مال»، ولما لاح الصباح في 25 مارس أخذوا يطلقون القنابل من عدة جهات على النقطة التي عينوها للهجوم، وكانت البطاريات العثمانية تجيبهم بشدة في جميع الأقسام، ونحو الساعة الثامنة
2
صباحا كان الضباب كثيفا فاضطر الطوبجية إلى إسكات مدافعهم، على أن هذا الضباب ساعد المشاة البلغاريين فتقدموا مسافة نحو القلاع.
وفي الهزيع الأول من ليل 26 مارس اخترق آلاي بلغاري الأسلاك المنصوبة لصد العدو، وقيل: إن الجنود التي تولت قطعها كانت تحمل تروسا وتسوق معها عددا من الأبقار وغيرها. ثم هجمت الجنود البلغارية قبل أن يتم قطع الأسلاك وهي تصيح صيحة الحرب فصادمتها الجنود العثمانية في القلاع نفسها فقتل كثيرون بالسلاح الأبيض، وما كانت الساعة الثامنة من صباح 26 مارس حتى صارت جميع الجهات الشرقية من حصون أدرنه في أيدي البلغاريين، ثم استمر القتال في الجهات الأخرى حتى تم النصر لهم نحو الساعة الثانية بعد الظهر، وأسروا الغازي شكري باشا وأركان حربه، وقد تباينت الأقوال في تسليم شكري باشا، فادعى الصربيون أن رجالهم أسروه فكذبهم البلغاريون، على أن شكري باشا نفسه ذكر في حديث تناقلته الجرائد أنه سلم إلى البلغاريين ، وكانت غنيمة هؤلاء مئات من المدافع، وأسروا نحو أربعين ألف رجل،
3
وأرسلوا شكري باشا وأركان حربه إلى صوفيا حيث أحسنوا معاملتهم، وأبى ملكهم أن يأخذ منه السيف احتراما لبسالته، ولكنهم أساءوا معاملة الأسرى العثمانيين وألهبوا أجسامهم بالسياط والحراب على رواية إحدى الراهبات ومراسل التيمس، وليس في هذا العمل - إن صح خبره - شيء من الإباء والأنفة التي يجب أن يتحلى بها الشجعان.
Página desconocida