Historia del movimiento nacional en el antiguo Egipto: desde los albores de la historia hasta la conquista árabe
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Géneros
6 (2) الحضارة المصرية قبل الوحدة
إن الحضارة المصرية أسبق من الوحدة، وكانت ولا ريب من أسبابها الممهدة لها، وجاءت الوحدة تثبيتا لها وتوسيقا لآفاقها.
بدأت الحضارة الإنسانية في وادي النيل، نشأت على ضفافه منذ عصور متناهية في القدم، ولا سبيل إلى تحقيق الزمن الذي بدأت فيه.
وأقرب الآراء إلى التقدير الوسط أنها ترجع إلى حوالي سبعة آلاف سنة قبل الميلاد.
وهي على أي تقدير سابقة على الوحدة، وسابقة على عهد الأسرات الملكية الذي جاء نتيجة مباشرة لرقي وتقدم تدريجي في حضارة الزمن السابق.
دخلت الحضارة مصر بجريان النيل فيها، فهي وليدة النيل، وهو مصدر الحياة والخير لها، والماء الذي يتدفق منه كل عام في أوقات معلومة يجلب معه الرخاء والرفاهية ويغرس فيها أصول الحضارة، وما يحويه من الطمي يهب الأرض خصوبة وإنتاجا، ولقد استشعر المصريون من قديم الأزل أن لا بد لهم من حكومة ونظام للري والأمن، يسهران على الاستفادة من مياه النيل بشق الترع والقنوات، وتقوية جسور النيل وإنشاء السدود وحفظ الأمن، وتوزيع الماء بين الناس بالعدل والقسطاس، وابتكار هندسة الري من أقدم العصور، وخاصة لأن مصر لا تعيش على الأمطار ولا تعتمد في حياتها المعاشية والاقتصادية إلا على النيل، فشعور المصريين بأنهم في حاجة إلى حياة متقدمة منظمة جعلهم أسبق الأمم إلى إيجاد مقومات الحضارة في بلادهم، هذا إلى ما طبعوا عليه من المواهب الفطرية، والاعتدال في المزاج، وحب الوطن والدفاع عنه والميل إلى التقدم في أسباب المعيشة، والبعد عن حياة الهمجية والضراوة؛ ولذلك مارس المصريون القدماء قبل عهد الأسرات الملكية مبادئ الحضارة، كالزراعة والصناعة واستخراج المعادن وقطع الأحجار، والملاحة والتجارة، وبناء السفن والآداب والفنون، وما إلى ذلك.
ومن ناحية أخرى فإن طبيعة مصر الجغرافية، وانحصار الوادي المسكون بين صحراوين كبيرتين جعل أهلها أقرب إلى التعاون والتضامن على تنظيم شئونهم.
وهذه النواحي كلها كان لها أثرها في سبقها الأمم الأخرى إلى الحضارة والتنظيم. (3) المصريون أول من اكتشفوا التقويم السنوي
يقول العلامة برستد
Breasted
Página desconocida