161

وقد هجاني وما في ذاك من عجب

بل اعجبوا من ذكاء فيه كيف درى

أني كذبت فجازاني على الكذب

توفي سنة 917.

الشيخ علوان

ابن السيد عطية، نسبه معروف وفضله مشهور، ولد في حماة في محلة باب الجسر ونشأ فيها. قال النجم الغزي في الكواكب السائرة: إن سيدي الشيخ علوان سمع من الشمس محمد بن داود الباذلي كثيرا من البخاري، وقرأ عليه من أول مسلم، وسمع بعض البخاري بحماة على الشيخ نور الدين علي ابن زهرة الحنبلي الحمصي، وأخذ عن مشايخ في دمشق كثيرين منهم محمود بن حسن البزوري الحموي، وأخذ الطريقة عن علي بن ميمون المغربي. وقد أجمع الناس على جلالته وتقدمه وجمعه بين العلم والعمل. وانتفع الناس به وبتآليفه الكثيرة، منها: المنظومة الميمية المسماة بالجوهر المحبوك في نظم السلوك اختصرها من كتاب إحياء العلوم فإنه كان مشغوفا بمطالعته وقراءته، وهي مطبوعة، ومنها مصباح الهداية ومفتاح الولاية في الفقه، وتقريب الفوائد وتسهيل المقاصد، والنصائح المهمة للمملوك والأئمة، وبيان المعاني في شرح عقيدة الشيباني مطبوعة، وعقيدة مختصرة وشرحها، ورسالة الفتح اللطيف بأسرار التصريف، وشرح تائية الفارض الكبرى، وشرح تائية الصفدي، وكتاب مجلي الحزن في مناقب ابن ميمون، والنفحات القدسية شرح الأبيات الششترية، وعرائس الغرر وغرائس الفكر في أحكام النظر، ونسمات الأسحار في كرامات الأخيار، وفصل الخطاب في جيش ابن الخطاب، ورفع الحجاب بين المشايخ والأصحاب، وشرح حزب البحر للشاذلي، وشرح «إنما الأعمال بالنيات»، وشرح البردة والتائية والرائية والقافية، وأسنى المقاصد في تعظيم المساجد، وشرح منهاج الغزالي، والسيف القاطع في قبول الجوائز، وإزاحة الأوهام، وديوان خطب، والهمع في شرح أبيات الجمع وتآليف أخر.

كان مشهورا بالكرامات مستغرقا أوقاته بالعبادة ومجاهدة النفس، قضى بعض حياته في محلة باب الجسر، ثم أصبح في بعض الأيام فرأى مسجده مهدوما ولا قوة له على دفع هادميه، فرحل إلى محلة العليليات ومضى فيها بقية حياته. وتوفي سنة 936 عن 63 سنة، ودفن في زاويته المعروفة بحماة في محلة العليليات. وخلف ولدين نجيبين أحدهما الشيخ محمد أبو الوفا، وهو من العلماء الفضلاء المشار إليهم بالبنان، ورث مقام أبيه ورعا وصلاحا وعلما وزهدا وإرشادا، وكان بينه وبين التمرتاشي صاحب التنوير في الفقه محبة عظيمة فإنه كان يقدم لحماة لأجل زيارته، وانتفع به خلق كثيرون. وللشيخ علوان ذرية باقية في حماة معروفون بنسبتهم إليه ومن هذه الذرية فضلاء سيأتي ذكرهم.

أويس

هو العالم العامل الفاضل التقي الورع الزاهد الشيخ أويس الحموي، صاحب التآليف العديدة والعلم الغزير، فمن تآليفه: كتاب سكردان العشاق، ومفازة الأسماع والأرفاق، فيه فوائد تاريخية اجتماعية، توجد نسخة منه في باريس. قضى حياته في حماة وتوفي فيها سنة 901، وقبره معروف الآن غربي المدينة تسميه العامة قبر السلطان أويس وهو معتقد يزار.

قاضي المعرة

Página desconocida