Historia de las invasiones árabes en Francia, Suiza, Italia y las islas del Mediterráneo
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Géneros
168
إلى «بوردو»
169
وامتلأت أيدي المسلمين بالغنائم، ولما وصلوا إلى «بوردو» حاول أهلها أن يدافعوا عنها فكسروهم وأخذوا البلدة عنوة ووضعوا السيف فيها ونهبوها، وكان الأهالي الذين وقعوا في اليد يفدون أنفسهم بالمال، وأما أمير «بوردو» فقد قتل في المعركة.
وبعد أن انتهى عبد الرحمن من فتح بوردو تقدم إلى الشمال فوجد دوق «أكيتانية» في طريقه يحاول صده في مضيق «دوردون»
170
غير أن حملات العرب لم يكن ليصدها شيء، فانهزم «أود» وفر بجيشه، وقطع أمله من ملكه، فتناسى جميع ما كان بينه وبين «شارل مارتل» من الأحقاد والضغائن، وأرسل يستصرخه، فلم يمكن «شارل مارتل» أو «قارله» إلا إجابة «أود» لا لأجل الإنسانية فقط بل لأجل السياسة؛ إذ كان جميع مصير فرنسة والممالك المجاورة لها متوقفا على نتيجة هذه الحرب فلو كان العرب تغلبوا ذلك اليوم على الإفرنج لما كانوا وقفوا إلا على ساحل البلطيق.
فامتد الصريخ في كل بلاد فرنسة وزحفت المقاتلة من كل صوب، وانضم الجميع تحت لواء «شارل مارتل» وبقي العرب يتقدمون إلى أن وصلوا إلى قريب من مدينة «تور»
171
وهناك علم عبد الرحمن الغافقي أن جيشا عظيما زاحف لمصادمته، وكان عبد الرحمن مع شدة بأسه وغرامه بالحرب عاقلا حازما بصيرا بالعواقب، ففكر ساعة فيما بين أيدي رجاله من الغنائم الثقيلة، وعلم ما يعوقهم عن القتال من اهتمامهم بحفظها، فهم بإعطاء الأمر إلى الجيش بترك جميع ما في أيديهم من الغنائم والأسلاب، ولكنه خاف من إغضاب عسكره فيما لو حملهم على تجرع هذه الكأس المرة؛ إذ قد تفتر همتهم وتلقس نفوسهم، فرجع عن عزمه هذا معتمدا على ما كمن في نفوسهم من شجاعة وصبر، ثم تقدم وحصر «نور» وأخذها عنوة بمشهد من جيش «شارل مارتل» وخيم بساحتها، ولما دخل العرب المدينة أسرفوا في القتل والنكاية، ثم تلاقى الجمعان بين «تور» و«پواتييه»
Página desconocida