Historia de las invasiones árabes en Francia, Suiza, Italia y las islas del Mediterráneo
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Géneros
قال: أما لغة مالطة فذهب بعضهم إلى أنها عربية فاسدة، وذلك آخرون إلى أنها فينيقية لأن اليونانيين بعد أن فتحوا الجزيرة لم يخرجوا منها الفينيقيين بل ظلوا فيها آمنين محافظين على لغتهم، وما برحت مستقلة حتى بعد استيلاء الرومانيين عليها وأنها لم تتغير في مدة القرطاجنيين لأن لغة هؤلاء كانت أيضا فينيقية، ومع أن دأب الرومانيين كان حمل الناس على التخلق بأخلاقهم والسلوك بسنتهم أينما ملكوا فلم يجبروا الرعية هنا على التكلم بلغتهم، والدليل على ذلك أن الرومانيين الذين كانوا مع ماربولس سموا المالطيين بربرا ولم يكن يطلق هذا الاسم إلا على من جهل اللاتينية واليونانية.
قال: ثم بقيت في دولة المسلمين أيضا ولم تتغير وإنما دخل فيها بعض ألفاظ أجنبية ويؤيد كونها فينيقية مشابهة بعض ألفاظ منها للعربية، نحو بير وصيد، فإنهما في الفينيقية بر وصد وغير هذا كثير مما له لفظ واحد ومعنى واحد في كلتا اللغتين، والحاصل أن مأخذ اللغة المالطية من الفينيقية أرجح من أن يكون من العربية وإن كانت قريبة من هذه أيضا. أ.ه.
قال أحمد فارس: قلت: دليله هذا أوهى من بيت العنكبوت فإن البير والصيد ينطق بهما في لغتهم كما في لغتنا سواء ما عدا موافقتهما في تصريف الأفعال والأسماء وفي الضمائر وغير ذلك من أساليب الكلام، ومن الغريب أن المؤلف لا يعرف الفينيقية ولا العربية ولا المالطية، وإن كانت لغته، ويتعرض للحكم والاستدلال، فكيف يحكم على الشيء وهو يجهله وكيف يقول: إن لغة المسلمين بقيت في أهل مالطة لشدة الالتحام الذي كان بين الفريقين ثم يقول الآن: إنها فينيقية لمجرد وجود كلمتين فيها؟ وإنما حمله على هذا بغضه وبغض أهل بلاده للعرب وتبرئة أنفسهم أنهم ليسوا منهم بل من الفينيقيين. أ.ه.
قلت: لغة مالطة عربية لا شبهة فيها، وإنما ثبتت العربية في مالطة برغم انقراضها من صقلية وسردانية والأندلس وجنوبي فرنسة وجميع البلدان التي احتلها العرب من أوربة، لكون أصل لغة تلك الجزائر والبلدان لاتينيا، فلما تقلص ظل العرب عنها رجعت إليها لغتها الأصلية وانقرض العربي منها بالكلية، فأما مالطة فلغتها الأصلية لم تكن لاتينية بل كانت الفينيقية وهي أخت العربية، فلما جاءتهم العربية بعد فتح الإسلام لمالطة كانت كأنها نزلت في وطنها وثبتت فيها ثبوتا لم يزلزله خروج المسلمين من مالطة كما ذهبت العربية من البلدان الأخرى التي أهلها الأصليون لاتينيون ولغاتها الأصلية لاتينية.
ثم قال أحمد فارس: والظاهر أن المسلمين الذين فتحوا مالطة لم يكونوا من أهل العلم والتمدن، كالذين كانوا في صقلية وغيرها، فإني لم أجد قط فيما قرأت من كتب الأدب والتواريخ قال المالطي، والسيوطي رحمه الله لم يغادر في كتاب الأنساب الذي سماه «لب اللباب» أحدا من أهل العلم إلا ذكره ما خلا المنسوب إلى مالطة. أ.ه.
قلت: أتذكر أني قرأت في بعض كتب التراجم، من مؤلفات أهل الأندلس، أسماء رجال منسوبين إلى مالطة، وفي معجم ياقوت يذكر نقلا عن السلفي: سمعت أبا العباس أحمد بن طالوت البلنسي بالشقر يقول: سمعت أبا القاسم بن رمضان المالطي بها يقول: كان القائد يحيى صاحب مالطة قد صنع له أحد المهندسين صورة تعرف بها أوقات النهار الصنج، فقلت لعبد الله بن السمطي المالطي أجز هذا المصراع:
جارية ترمي الصنج فقال:
بها النفوس تبتهج
كأن من أحكمها
إلى السماء قد عرج
Página desconocida