Historia de las invasiones árabes en Francia, Suiza, Italia y las islas del Mediterráneo
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Géneros
25
ومما يدلك على ما وقع في نفوس المسلمين من هذه الجهة الشاهدان الآتيان: روى مؤرخو العرب أنه لما قفل موسى بن نصير إلى الشام بعد فتحه الأندلس، سأله الخليفة عن الشعوب المختلفة التي مارسها، فأجابه، أن الإفرنج فيهم العدد والشدة والإقدام والثبات، ويستغرب أن يكون موسى بن نصير وصف الإفرنج بهذا الوصف وهو لم يباشر معهم حربا، وعلى فرض أنه وصل إلى جنوبي فرنسة كما يزعم مؤرخو العرب، فإنه لم يكن قد لقي الإفرنج بل لقي القوط الذين كانوا أصحاب الحكم في البلاد الجنوبية من فرنسة ولكن مسلمي الأندلس عندما تلاقوا مع رجال شارل مارتل وشارلمان علموا من هم الإفرنج في صلابة العود وعلموا من هم الفرنسيس في حب المجد والإقدام على الأخطار، وقد روى المؤرخ الإسبانيولي كوندي كلام موسى بن نصير هذا وأضاف إليه بزعمه قول موسى: إن الإفرنج إذا انهزموا فليسوا بشيء.
26
والشاهد الآخر هو ما يرويه العرب من وجود كتابة منقوشة على تمثال في مدينة أربونة معناها: يا أولاد إسماعيل لا تتجاوزوا هذا المكان فإنكم إن تجاوزتموه ولم ترجعوا على أعقابكم هلكتم. هكذا روى المقري في نفح الطيب في النسخة الخطية التي في المكتبة الملوكية.
27
هوامش
الفصل الرابع
الصفة العامة لغارات العرب هذه والنتائج التي ترتبت عليها
مرادنا أن ننظر إلى هذه الغارات العربية من حيث المجموع وأن نشير إلى بعض حقائق لم يتسن لنا حتى الآن أن نتبسط فيها.
وكذلك نريد أن نذكر الشعوب المختلفة التي ضربت بأسهم مذكورة في هذه الغارات، ولا نزاع في أن النهضة الأولى قد كانت للعرب، وأن جميع الغزوات الكبرى كان يرأسها قواد من هذه الأمة، وأن الاسم العربي هو الذي كان غالبا فيها، وأنه كان بمنزلة القطب من الرحى، وأن المراد بلفظة «سارازين» عند كتاب الأوربيين هو العرب لا غير.
Página desconocida