Historia del pensamiento árabe
تاريخ الفكر العربي
Géneros
وفي مخطوطة
13
من المخطوطات نعت بأنه ملك العجم، وفي مخطوطة نادرة كتبت قبل سنة 1500م يدعى بملك الهند،
14
وهذا يدل على أن الأوروبيين حتى عهد قريب لم يحققوا شخصية جابر بن حيان، وأن كل علمهم بشخصه كان قاصرا على أنه «شرقي»، وأن غالبهم كان يعتقد أنه «عربي» في حين أنه فارسي، انتسب إلى المدرسة الكيماوية العربية. •••
يستدل من التواريخ المحققة أن البرامكة ظلوا ممتعين بثقة هارون الرشيد سبعة عشر عاما من سنة 786 إلى 803 ميلادية 170-188ه، فعلى هذا نستطيع أن نرجع بحياة جابر في عهد فتوته وشبابه إلى تاريخ سابق على سنة 765م/148ه، وهي السنة التي توفي فيها جعفر الصادق، وأن عهد رجولته يقع في الربع الأخير من القرن الثامن الميلادي إلى ما بين 775-800م/159-184ه، أما حجي خليفة في كتاب «كشف الظنون» فيقول بأنه توفي سنة 160ه؛ أي ما بين سنتي 776 و777م ، غير أن هذا القول ظاهر الخطأ إذا راعينا الاعتبارات السابقة وذكرنا علاقة جابر بالبرامكة، تلك العلاقة المحققة الوجود بكثير من المراجع التاريخية.
أما الجلدقي
15
فقد روى في كتابه «نهاية الطلب» كثيرا مما عانى كيماويو العرب لدى أول اشتغالهم بهذا العلم من الاضطهاد والمصاعب، وذكر عن جابر بن حيان أنه خلص من الموت مرارا عديدة، كما أنه قاسى كثيرا من انتهاك الجهلاء لحرمته ومكانته، وأنهم كانوا يحسدونه على علمه وفضله، وأنه اضطر إلى الإفضاء ببعض أسرار الصناعة - أي الكيمياء - إلى هارون الرشيد وإلى يحيى البرمكي وابنيه الفضل وجعفر، وأن ذلك هو السبب في غناهم وثروتهم، ولما ساورت الرشيد الشكوك في البرامكة وعرف أن غرضهم نقل الخلافة إلى العلويين مستعينين بذلك بمالهم وجاههم، وقتلهم عن آخرهم، اضطر جابر بن حيان أن يهرب إلى الكوفة خوفا على حياته
16
Página desconocida