80

Historia del Estado Selyúcida

تاريخ دولة آل سلجوق

Géneros

وفي ابتداء هذه الدولة انتقلت الخلافة إلى أمير المؤمنين المسترشد بالله ابن المستظهر بالله-رضى الله عنهما-، وبويع له وجدد تقليد السلطان على الشرائط المشروعة، والرسوم الموضوعة. واجتمع أرباب الدولة السلطانية واصطلحوا على التحالف وتحالفوا على الصلاح. وأجالوا بينهم في مظاهرة البعض للبعض ضرب القداح. وكان أبو القاسم الأنساباذي الدركزيني وزير الأمير الحاجب علي بار، فصار يلقن مخدومه ويفهده 1، ويدله على طرق الضلال ويريه أنه يرشده. ويقول إن الوزير والمستوفي ينبغي أن يكونا بحكمك، وهذا السلطان صغير ينبغي أن يكون تحت حجرك. ولا يأمر إلا بأمرك. فأدخل في رأسه ما لم يخرجه منه في آخر الأمر إلا السيف، فأول ما دبر أنه ذكر للسلطان أن صلاح دولته في إفساد عمه، وأنه يغلب على دولته برغمه. وكان عمه سنجر السلطان الأعظم عماد آل سلجق، وسلطنته ببلاد خراسان إلى العراق إلى ما وراء النهر إلى غزنة وخوارزم والترك، قد عمت ونمت، ودولته قد علت وسمت. وهو شيخ البيت وعظيمه، وحافظ عزه ومديمه.

فأحضروا الشهاب أسمد كاتب الإنشاء، وأمروه أن يكتب إلى خان سمرقند، وقالوا له: إنا نقصد السلطان سنجر، وهو لا شك يتوجه إلينا إذا توجهنا للقائه، والرأي أن تأتي أنت من ورائه. فيقع الخصم في الوسط، ويحصل في التورط. وكان هذا الرأي القائل: أول ما أدب الأدبار وأهب دبوره، ومحا من الإقبال حبره وأذهب حبوره.

ومن جملة تدابيراتهم المدبرة أيضا، أن الأمير ملك العرب دبيس بن صدقة ابن منصور بن دبيس علي بن مزيد الأسدي كان مقيما في خدمة السلطان منذ عشر سنين، وقد سلا عن بلده، وقنع بما في يده. ورضي من السلطان بالرضى، وانقضى طمعه في ملك أبيه الذي انقضى. وبلاد الحلة والولايات في تصرف نواب السلطان والأمير المجاهد بهروز الخادم الخصي نائب السلطان ببغداد، والرعايا آمنة والأذايا مأمونة. والنعم راهنة، والذمم بشكرها مرهونة، فبدلوا تلك القواعد وحللوا تلك المعاقد. وارتشوا من الأمير دبيس وأعادوه إلى العراق. فقامت الحرب على ساق، وكتبوا ملطفة بالقبض على بهروز، ومحاسبته واستخراج سر غناء المرموز. وكل هذا عاد بالفساد وفسد العوائد، وأفاد التمحيق ومحق الفوائد.

Página 262