Investigaciones en la historia de la ciencia en los árabes
بحوث في تاريخ العلوم عند العرب
Géneros
16 «التجربة محك معتمد، لكنها وحدها لا تكفي، إنما تأتي صنعة الكيمياء بالعوامل الثلاثة معا: العلم والعمل والتجربة.»
وكما يشهد المعمل المهيب لجابر الذي عثر عليه بالكوفة في ناحية تسمى بوابة دمشق، كانت التجربة مناطه الذي يعتد به، وليس مجرد صحائف الأقدمين كشأن البحوث الأوروبية المتزامنة معه، فيقول في كتابه «الخواص الكبير»: «إننا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه أو قيل لنا أو قرأناه بعد أن امتحناه وجربناه، فما صح أوردناه، وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضا وقايسناه على أقوال هؤلاء القوم.»
17
إنه إذن لا يشرح إلا ما رآه بعينيه، ما جربه، مهملا ما وصل إليه عن طريق السماع والقراءة، على أن النظرة التمحيصية المقايسة للأقوال المتواترة تجعلنا نتلمس بعدا مأخوذا من علماء الحديث فيما وضعوه من قواعد الجرح والتعديل لنقد صحيح الحديث من باطله، لكن جابرا استخدمه في عالم الكيمياء.
18
يقول جابر: «الجرح لك لازم إن فرطت في طلبه.»
19
ونعود إلى التجريبية، لنجد جابرا يقول قولته الشهيرة: «فمن كان دربا كان عالما حقا، ومن لم يكن دربا لم يكن عالما، وحسبك بالدربة في جميع الصنائع أن الصانع الدرب يحذق، وغير الدرب يعطل.»
20
وما الدربة إلا التجربة كما أثبتت تحليلات الدكتور زكي نجيب محمود في دراسته الرائدة عن جابر.
Página desconocida