Historia de la Ciencia de la Literatura: Entre los Francos, los Árabes y Victor Hugo
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Géneros
وقال أبو الفدا: لا بل الأبيات لأحمد بن يوسف المنازي، المتوفى سنة 437ه وزير أبي نصر أحمد بن مروان الكردي صاحب ديار بكر وترسل إلى القسطنطينية، ومر في بعض أسفاره بوادي بزاعا فأعجبه حسنه فقال فيه الأبيات. ووادي بزاعا في ولاية حلب وإليه ينسب أبو فراس الحمداني وغيره من الشعراء.
ولو طال على الأندلسيين الأمد في الحضارة، وتعاقبت الأدوار على اللغة، وتوالت عليها الانقلابات لأتوا بأحسن مما جاء به فيكتور هوكو وأميل زولا من محصول العقل ومجتنى الفكر البشري، ولكن عاجلهم الانقراض وفاجأهم الاستبداد فأمحلت عقولهم وسدت قرائحهم، وقد اجتمعت في باريس بوفد السلطنة المراكشية، وهو ذاهب لحضور الاحتفال بيوبيل فيكتوريا ملكة الإنكليز، فوجدت رئيس الوفد الذي هو السفير الكبير أميا.
ثم إن العارفين باللغات نصوا على أن لأدب اللسان العبراني تأثيرا على أدب العرب قبل الإسلام وبعده، وذكروا مشابهة وتواردا في الخواطر بين ما جاء في شعر امرئ القيس الذي يضرب فيه المثل إذا ركب، وبين ما ورد في سفر أيوب من التوراة في وصف الفرس، ونقل بعد الإسلام من العبرانية إلى العربية ما سمي بالإسرائيليات مثل التواريخ، وقصص الأنبياء، ومناقب الصالحين مما هو في التوراة والتلمود، وكان نقلها عن أحبار اليهود الذين أسلموا مثل كعب الأحبار، ووهب بن منبه وأمثالهما - رضي الله عنهم.
وقد رأينا فيما سبق كيف ترجم عن اللغة الفارسية والهندية كتاب كليلة ودمنة وما شابهه، وكيف نسج الأدباء على منواله واعتنوا بنظمه؛ مما كان له مفعول قوي في الحركة الذهنية والتصورات الأدبية والاختلاقات الفكرية. ومع ذلك فجميع ما ذكر لم يكن له كبير تأثير على الشعر العربي، ولم يغير شيئا من أساليبه القديمة، ودامت أساليب شعراء الجاهلية هي الهدف الذي يصوب نحوه كل شاعر بالعربية في قديم الزمان وحديثه.
فيتضح مما تقدم أن العرب لم يأخذوا من الأمم الذين ترجموا كتبهم، إلا العلم والحكمة فقط ولم يحفلوا بشعر اليونان، ولا برواياتهم الشخصية، ولا بشعر اللاتين وخطبهم، ولا ترجموا شيئا من ذلك، مع أنهم رأوا في كتاب المنطق لأرسطو ثناء طيبا على أوميروس الشاعر اليوناني، ولكنهم لم يقلدوه ولا اتبعوه ولا نهجوا منهجه في شيء، ولم يكن للكتب المترجمة تأثير على طبقة المتنبي، والمعري وابن هاني، إلا من جهة إفادتهم الآراء الفلسفية لا من جهة إفادتهم أساليب النظم وطرق الكلام.
ومن فحول هذه الطبقة أبو العتاهية، وكان في أيام المهدي، وهارون الرشيد، والمأمون وأكثر في أشعاره من ذم الدنيا لغدرها بأبنائها، ومن تذكير الغافلين بالموت ولم يشوق للآخرة ونعيمها، ومن لطيف شعره:
ألا أننا كلنا بائد
وأي بني آدم خالد
وبدؤهم كان من ربهم
وكل إلى ربه عائد
Página desconocida