Historia de la Ciencia de la Literatura: Entre los Francos, los Árabes y Victor Hugo
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Géneros
وعكف أهل العلم والفضل على النظر في هذه الكتب، ونقلوا للعربية شيئا قليلا من أدب اللغات الأعجمية، وكان في مقدمة الناقلين ابن االمقفع (109-145ه)، واسمه عبد الله بن داذبه، وأصله من مجوس الفرس، أسلم ودخل في خدمة عيسى بن علي عم السفاح أول الخلفاء العباسيين، واشتهر ابن المقفع بالفصاحة، والبلاغة حتى قيل بأنه ألف كتابا يعارض فيه القرآن كما فعل المتنبي. قال الباقلاني: «فليس يوجد له كتاب يدعي مدع أنه عارض فيه القرآن، بل يزعمون أنه اشتغل بذلك مدة ثم مزق ما جمع واستحيى لنفسه من إظهاره ... إلخ. ثم ذكر له الدرة اليتيمة، وقال إنهما كتابان أحدهما يتضمن حكما منقولة عن كتاب بزرجمهر في الحكمة، والآخر في شيء من الديانات، وقد تهوس فيه بما لا يخفى.» ا.ه.
على أن الكتاب المشهور لابن المقفع هو كتاب كليلة ودمنة المطبوع في بيروت، وهو قصة أدبية فلسفية سياسية أول من وضعها أحد أدباء الهند وفلاسفتها ويدعى بيدبا أو بيدبائي، وحررها باللغة الهندية، فترجمت عنها إلى اللغة البهلوية على عهد أنوشروان، ثم جاء ابن المقفع وترجمها للعربية نثرا، ثم ظهر على عهد هارون الرشيد إبان بن عبد الحميد من شعراء العرب، وانتسب للبرامكة وغمر بإنعامهم ونظم لهم كتاب كليلة ودمنة فقال بعد المقدمة:
هذا كتاب أدب ومحنه
وهو الذي يدعى كليلة ودمنه
فيه احتيالات وفيه رشد
وهو كتاب وضعته الهند
وكان له نظر جيد في العلم والحكمة، ونظم قصيدة فلسفية في مبدأ العالم نسبت لأبي العتاهية. وكان أبو نواس يأنف من مشاعرته؛ لأن كلامه كلام فلاسفة، وحكماء لا كلام شاعر أديب متخصص بعلم الأدب، واسترحم إبان بن عبد الحميد يوما من يحيى بن خالد البرمكي بإدخاله على الرشيد، وعرض أشعاره عليه فأشار عليه يحيى بنظم قصيدته السياسية التي قال فيها:
نشدت بحق الله من كان مسلما
أعم بما قد قلته العجم والعرب
أعم رسول الله أقرب زلفة
Página desconocida