Historia breve de Basora
مختصر تاريخ البصرة
Géneros
وفي أيامه في سنة 1036ه زحف القائد الفارسي صفي قلي خان بجيش كبير من الفرس على البصرة بأمر من الشاه عباس الأول بعد أن افتتح الشاه بغداد في سنة 1032ه ، فحاصر هذا القائد البصرة حصارا شديدا دافع في خلاله علي باشا دفاع الأبطال، وبينما هم في ذلك إذ فاجأهم خبر موت الشاه، فتركوا الحصار، وعادوا إلى بغداد؛ إذ كان صفي قلي خان يومذاك قائدا لجيش بغداد الفارسي.
وبقي علي باشا منفردا بالحكم حتى مات في سنة 1057ه، فتولى الإمارة ابنه حسين باشا، فورده منشور السلطان بتوجيه الإمارة إليه على جري العادة في ذلك العهد؛ فاستبد بالأمور، وأساء السيرة والتدبير، وظلم الأهلين حتى كرهوه ونقموا عليه، ثم حدثت بينه وبين عميه أحمد أغا وفتحي بك ولدي أفراسياب وحشة، فسارا إلى عاصمة آل عثمان، فشكيا إلى السلطان أعمال حسين باشا واستبداده وظلمه، فأصدر السلطان محمد الرابع أمره بطرده من البصرة، وبتجهيز الجيوش بقيادة والي بغداد مرتضى باشا، فجهزت الجيوش من بغداد وغيرها من المدن العثمانية، وسار مرتضى باشا قاصدا البصرة في سنة 1063ه.
وبلغ ذلك حسين باشا، فاستعد للحرب، وحصن القلاع خصوصا قلعة القورنة،
7
فالتقى الجيشان، وبعد قتال حاصر مرتضى باشا البصرة، ودام الحصار ثلاثة أشهر، وانتهى الأمر بهزيمة حسين باشا، ودخول مرتضى باشا البصرة ظافرا في سنة 1064ه، وفر حسين باشا بأهله وأمواله وحاشيته إلى بلاد إيران.
ولما دخل مرتضى باشا البصرة صادر أموال جماعة من الوجهاء، وقتل بعض الأعيان الموالين لحسين باشا، ثم قتل أحمد أغا وفتحي بك، واستعمل الشدة والظلم حتى نقم الناس وكرهوه، وبينما كان الحال باضطراب؛ إذ حدثت فتنة بين جنود مرتضى باشا الذين في القورنة، فثار أهل الجزائر على الباشا، وتبعهم أعراب قشعم والمنتفكيون وخزاعل وبنو كعب وبنو لام، فقتلوا عماله، وأصبحت البصرة محاطة بالثائرين، فاضطر مرتضى باشا إلى الخروج من البصرة منهزما بعساكره إلى بغداد.
وعلى أثر انسحاب مرتضى باشا من البصرة أرسل البصريون إلى أميرهم الفار حسين باشا يطلبون قدومه إليهم، فأقبل في السنة نفسها - 1064 - فدخل المدينة باحترام، وعاد إلى منصبه، فدان للسلطان، وكتب إليه يطلب عفوه، ويرجو توجيه الإمارة إليه، وقدم إليه هدايا ثمينة، فصدر منشور السلطان بتوجيه إمارة البصرة إلى حسين باشا ، ولقبه بلقب الوزير أيضا على عادة السلاطين في ذلك العهد مع كل أمير قوي، وظل حسين باشا مستقلا بالبصرة، ولكنه أعاد حكمه القاسي، واستبد بالأمور، وظلم الناس وتجبر، ثم طمع بالأحساء فسير لأخذها جيشا في سنة 1073ه فافتتحها جيشه عنوة، وفتك بأهلها فتكا ذريعا، ونهب وقتل، وفر حاكمها محمد باشا إلى عاصمة آل عثمان مستغيثا بالسلطان، فغضب السلطان على حسين باشا، وأمر بطرده من البصرة، ووجه قيادة الجيش إلى والي بغداد إبراهيم باشا، فاجتمع الجنود العثمانية من البلاد في بغداد، فسار الوالي بجيش كبير قاصدا البصرة في سنة 1075ه.
واتصل خبر هذه الحملة بحسين باشا، فاستعد للحرب، فالتقى الجيشان عند قلعة القورنة، فدارت رحى الحرب بين الفريقين، ثم حاصر إبراهيم باشا القورنة حصارا شديدا، وفي أثناء ذلك أرسل إلى البصريين كتبا يدعوهم للخضوع إلى السلطان، ويحذرهم عاقبة العصيان، ويعدهم ويمنيهم، فثاروا على محمد بن فداغ نائب حسين باشا فقتلوه، وقتلوا أعوانه، وطردوا من البصرة عيال حسين باشا، فبلغ ذلك حسين باشا وهو يومئذ محاصر في القورنة، فأرسل ثلاثة آلاف فارس من قبائل المتفك وأهل الجزائر؛ للتنكيل بالبصريين، فهجموا عليهم ليلا، فقاتلهم البصريون داخل المدينة، ولكنهم انكسروا وفروا، فقتل الأعراب أحد الوجهاء الشيخ ذي الكفل وجماعة من الوجهاء وغيرهم، ونهبوا وخربوا، وأحرقوا دورا كثيرة، وفتكوا بالأهلين.
واستمرت الحرب بين إبراهيم باشا وبين حسين باشا ثلاثة أشهر، فعجز الأول، فاضطر إلى المصالحة، وبعد مراسلات تم الصلح على شروط، منها أن يدفع حسين باشا نفقات هذه الحرب ستمائة كيس من النقود، وأن يسلم في كل سنة مائتي كيس من النقود إلى خزينة الدولة، وأن يعيد متصرف الأحساء محمد باشا إلى منصبه، وتعهد إبراهيم باشا بصدور عفو السلطان وتوجيه إمارة البصرة إلى حسين باشا، وأخذ معه يحيى أغا بن علي أغا صهر حسين باشا ليأخذ منشور السلطان بالإمارة، ورجع إبراهيم باشا إلى بغداد، وعاد حسين باشا إلى البصرة، وانتهت هذه الفتنة في سنة 1076ه.
ولما رجع إبراهيم باشا إلى بغداد ومعه يحيى أغا انهزم أربعة من الكواوزة الذين ضاق بهم الحال مع حسين باشا لسوء سيرته، وهم: أحمد بن محمود، وإبراهيم بن علي، واثنان آخران،
Página desconocida