وتتجلى أهمية هذا الكتاب في اعتناء الحفاظ به، وتكميل نواقصه وتهذيب ما يمكن تهذيبه، وقد حفظت لنا المكتبات العالمية مجموعة لا بأس بها من تلك المؤلفات، وبقي البعض في طي الضياع لا نعرف عنه شيئًا.
فمن كتب التي وصلت إلينا كتاب الإمام الحجة الحافظ نب حجر العسقلاني والمشهور بلسان الميزان هذب فيه الأصل بحذف أسما من أخرج له الأئمة ستة في كتبهم أو بعضهم. لأن رجال التهذيب إما أئمة موثقون وإما ثقات مقبولون وإما قوم ساء حفظهم ولم يطرحوا وإما قوم تركوا وجرحوا. ولم يقف الحافظ ابن حجر العسقلاني أمام كتاب الميزان جامدًا وإنما كانت له زيادات قيمة سواءً كانت تلك زيادات في ايراد بعض التراجم التي غفل عنها صاحب الأصل أو كانت في عبارات بعض العلماء التي لم يوردها الذهبي في كتابه.
ولو أن الله قيض لهاذا الكتاب لجنة علمية لتحقيقه واخراجه بثوب آخر أدق وأضبط مما هو عليه لإستفاد طلاب العلم. لاسيما في زماننا هذا حيث يتعثر البحث في ثنايا المخطوطات.
وله كتابان آخران هما «تقويم اللسان وتحرير الميزان» ذكر فيه الرواة الذين ذكرهم الحافظ الذهبي في الميزان دون أن يذكر مستنده في تضعيفه١.
وكذلك وصل إلينا كتاب «ذيل الميزان الاعتدال» ٢.
للحافظ أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين المعروف بالعراقي (ت ٨٠٦هـ) استدرك فيه على الذهبي تراجم أشخاص قد تكلموا فيهم. كان ينبغي أن يذكرهم في كتابه حسب المنهج الذي رسمه في مقدمته٣.
_________
١ جمال الدرر ٧٥لوحة أ.
٢ طبع بتحقيق د. عبد القيوم عبد رب النبي.
٣ ذيل الميزان ص٨.
1 / 21