============================================================
ذكر ولد إيراهيم عليه السلام بل عبدة الأوثان بسبب (أساف ونائلة) (1) رجل وامرأة فزنيا في جوف الكعبة فمسخهما الله حجرين فأخرجا ووضعا عبرة للناس فوضع أساف على الصفا ونائلة على المروة، ولما تقادم الدهر عبدوهما ويقال: إن عمرو بن الخزاعي (2) هو الذي أخرجهما ونصبهما وأمر الناس بعبادتهما وعمرو بن لحي هو أول من (بحر البحيرة وسيب السابية)(2) ووصل الوصيلة وحمى الحامة وروي عن النبي لة أنه قال: ل"رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار فقلت له: من في النار من ولد إسماعيل والعرب فقال: من بني وبنيك وقال رسول الله وهو أول من نصب الأوثان وغير دين إبراهيم عليه السلام"(4) وكان عند رسول الله يوميذ أكتم (5) بن الجون الخزاعي، فقال رسول الله: "هذا أشبه ولده به" فقال اكتم: وهل يضرني ذلك يا رسول الله، قال: "لا بل أنت مسلم وهو كافر".
(1) أساف ونائلة : (رجل من جرهم يقال له أساف بن يعلى، ونائلة بنت زيد من جرهم، وكان يتعشقها من أرض اليمن، فأقبلوا حجاجا فدخلا الكعبة، فوجدا غفلة من الناس وخلوة في البيت ففجر بها في البيت فمسخا، فأصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت بعد من العرب. هذه رواية عن ابن عباس (رضي الله عنه) ابن الكلبي الأصنام ص 9. وفي رواية أخرى عن رسول الله قال: كان لهم آساف وناثلة لما مسخا حجرين، وضعا عند الكعبة ليتعظ الناس بهما، فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام، عبدا معها، وكان أحذهما يلصق الكعبة والآخر في موضع زمزم فنقلت قريش الذي كان يلصق الكعبة فكانوا يتحرون ويذبحون عندهما. ابن الكلبي - الأصنام ص 29.
(2) الخزاعي: جاء في الأصل (الخزعي) والصواب ما أثبتناه. والخزاعي: بضم الخاء وفتح الزاي وبعد الألف عين مهلمة - هذه النسبة إلى خزاعة - ابن الأثير الجزري - اللباب في تهذيب الأنساب 1/ (3) كان أهل الجاهلية: إذا أتتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا أذنها أي شقوها وحرموا ركوبها، ولا تطرد عن ماء ولا مرعى، وإذا لقيها المعيي لم يركبها، واسمها البحيرة . وكان يقول الرجل: إذا قدمت من سفري أو بريت من مرضي فناقتي سائبة، وجلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها، وقيل : كان الرجل إذا أعتق عبدا قال : هو سائبة فلا عقل بينهما ولا ميراث، وإذا ولدت الشاة أنشى فهي لهم، وإن ولدت ذكرا فهو لآلهتهم ، فإن ولدت ذكزا وأنشى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لآلهتهم، وإذا أتتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا: قد حمى ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه، ولا يمتع من ماء ولا مرعى. الكشاف 684/1، 185.
(4) هكذا سيق الحديث : عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن رسول الله يقول لأكثم بن الجون: (يا اكتم بن الجون رأيث عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به)، قال أكثم: عسي أن يضرني شبهه، قال: لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنه كان أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان، وسيب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، البخاري- الصحيح 224، دا19.
(5) اكتم بن الجون وقيل: هو أبو معبد الخزاعي زوج أم معبد. ابن الأثر الجزري - أسد الغابة 1/ 270، وجاء في الأصل (أكتم) والصواب (آكثم).
Página 98