============================================================
ذكر إبراهيم عليه الثلام وهو يعقوب فلو آمره بذبحه لم يكن فيه ابتلاء إذ كان قد يعلم أنه لا يذبح ويبقى ليولد له يعقوب وقد قال الله تعالى: إ هذا لمو البلوا المبين (الضافات: الآية 106] فدل على أن المأمور بذبحه غير إسحلق وأيضا فإن الذبح والقربان وموضع الذبح بمكة وكان إسماعيل هو بمكة لا إسحلق وروت الرواة أن أول هذه الأمة رأوا قرني الكبش الذي فودي به ابن إبراهيم معلقين بالكعبة وأيضا قد روي عن النبي ية أنه قال: "أنا ابن الذبيحين" وكان أحد الذبيحين إسماعيل والآخر عبد الله بن عبد المطلب والد رسول الله ية ولا شك أن النبي كان من ولد إسماعيل عليه السلام دون إسحلق وفي هذا الباب روايات كثيرة حجخ لنا لم نكتبها.
باب في ذكر بناء البيت( ثم إن إبراهيم عليه السلام زار مرة من المرات التي يزور فيها إسماعيل وأمه فأمره الله تعالى ببناء البيت فذلك قوله تعالى: وإذ بوأنا لإبزهير مكا البيت} [الحج: الآية 26]، وقوله عز وجل: وإذ يرفع إبرهر القواعد من البيت} [البقرة: الآية 127]. وقال: أن طهرا بيتى للطايفين والعكفين والركع السجود} [البقرة: الآية 125]، ويقال إن الله تعالى آمره بذلك وهو بالشام فخرج حتى ورد مكة. قال ابن عباس: لما أغرق الله تعالى قوم نوح ورفع البيت المعمور الذي كان على عهد شيث ومن بعده إلى وقت نوح إلى السماء فهو اليوم البيت المعمور الذي ذكره الله تعالى وآلبيت المنور [الطور: الآية )]، وهو موضع على حذاء البيت الحرام، وهو موضع حخ الملائكة وبقي موضع الكعبة ربوة حمراء يزورها الناس ويطوفون بها إلى زمن إبراهيم عليه السلام فأمر الله تعالى أن يبني على ذلك الأساس الذي كان ويقال: إن ذلك الأساس كان وضعه شيث عليه السلام قال: فالتبس على إبراهيم مكان الأساس فيعث الله سحابة حتى وقعت بجبال موضع البيت وأظلته فعرف إيراهيم أساس البيت وموضعه، وقيض الله تعالى العنكبوت حتى تسج على مواضع أساس البيت حتى عرفه ابراهيم عليه السلام وقيل له: احفر ههنا فلم يزل إيراهيم يحفر حتى وصل إلى الأساس الأول الذي أسسه شيث فبنى البيت على حاله وبناه بالحجارة، فكان إسماعيل عليه السلام يناول الحجر والطين وإبراهيم يبني فبناه من خمسة أجبل الأول من جبل (1) انظر تفاصيل هذا الباب في: الشعلبي - العرائس ص 51. القرطبي: الجامع لأحكام القرآن موزعة على الأجزاء حسب ورود الآية في الجزء الأول، سورة البقرة الآية: 127، ابن كثير: البداية والنهاية 240/1، ابن كثير: قصص الأنبياء ص 169.
Página 90