============================================================
~~في ذكر تمود وشأنهم وقصتهم قال الله تعالى: وإى ثمود أخاهم صللكا} [الاعزاف: الآية 73] وهم من ولد ثمود بن عائر بن إرم بن سام بن نوح بني آعمام عاد بن عوص بن إرم وكان منازلهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى فما حوله، وأنه لما أهلك الله عادا وانقضى آمرها بقيت ثمود فاستخلفهم الله تعالى في الأرض فكثروا وانتشروا وعتوا على الله تعالى وأفسدوا وعبدوا الأوثان وكانوا قوما عربا فبعث الله إليهم صالحا رسولا وهو صالح بن عبيد بن عافر بن ثمود فدعاهم إلى الله تعالى وإلى توحيده ويقال بعثهم الله حين راهق ويقال لا بل على رآس آربعين سنة عن عمره فدعاهم أربعين سنة فلم يجيبوه وقد كان من مراجعته لقومه ومراجعتهم له ما قص الله تعالى في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء وساثر القرآن وكان صالح في ثروة من قومه وأته لما طالت دعوته لهم ولم يتبعه إلا قليل مستضعفون وخوفهم صالح بالعذاب فسألوه أن يريهم آية صدقا له، فقال: ما تريدون؟ قالوا: أن تخرج معنا إلى عيدنا وكان لهم عيذ يخرجون بأصنامهم في يوم معلوم قالوا نخرج فندعو آلهتنا وتدعو أنت إلهك فإن استجيب لك اتبعناك وإن استجيب لنا اتبعنا فقال صالح نعم، ففعلوا ودعوا أوثانهم وسألوها أن لا يستجاب لصالح فيما يدعو، فقال جندع بن عمر وهو سيد ثمود يومثذ وعظيمهم: يا صالح أخرج لنا من هذه الصخرة، وأشار إلى الصخرة في ناحية الحجر منفردة يقال لها الكاثبة اخرج لنا ناقة مخرجة جوفاء وبراء مدلهمة ذات وبر وعرف وناصية ولتكن عشراء وقالت له ثمود: مثل قول جندع وقالوا إن فعلت هذا قد صدقناك وآمنا بك وإن عجزت عن ذلك فكف عنا فإنا نكره، إذاك فأخذ صالح عليهم المواثيق بذلك لين فعلت ذلك لتؤمنن بالله وتصدقنني فأعطوه ذلك، فدعا صالح ربه وسأله أن يخرجها لهم، قال: فنظروا إلى الصخرة حين دعا صالح ربه وهي تتمخض مخض الناقة بولدها ثم انتفضت وانفجرت عن ناقة كما سألوه ووصفوا وهي عشراء على خلق عظيم يقال كان بين جنبيها مائة واثنان وعشرون ذراعا
Página 60