275

============================================================

ذكر سليمان عليه السلام يا معاشر دواب البحر؟ قالت: نحن ألف أمة لا يحصي عدد كل أمة إلا الله تعالى وإنه لا يفوتنا في طول الزمان غداء ولا عشاء قال: فسجد سليمان لله تعالى وقال: سبحان من لا ملك إلا ملكه فلا يسع خلقه إلا رزقه ولا يطعم خلقه غيره اللهم اني تبت إليك مما قلت وأقلني عثرتي قال: وسمعت بعض العلماء يذكر أن سليمان كان يوما جالسا على شاطيء البحر إذ أبصر نملة تحت حبة قمح تذهب بها نحو البحر فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت الماء فإذا بضفدعة قد آخرجت رآسها من الماء ففتحت فاها فدخلت النملة فاها وغمست الضفدع في البحر ساعة طويلة وسليمان يتفكر في ذلك متعجبا ثم إنها خرجت من الماء وفتحت فاها فخرجت النملة من فيها ولم يكن معها الحبة فدعاها سليمان وسألها عن حالها وشأنها وأين كانت فقالت يا نبي الله إن في قعر هذا البحر الذي تراه صخرة وفي جوفها دودة عمياء وقد خلقها الله تعالى هناك فلا تقدر آن تخرج منها لطلب معاشها وقد وكلني برزقها فأنا أحمل رزقها وسخر هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ثم إذا أوصلت رزقها إليها خرجت من ثقب الصخرة وأدخلها تم إذا أوصلت رزقها إليها خرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجني من البحر قال: وهل سمعت لها من تسبيحة أو كلمة قالت: نعم، سمعتها تقول: يا من لا ينساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة برزقك ولا تنس عبادك المؤمنين برحمتك. وروي آن في زمن سليمان كان رجل وكانت في داره شجرة يفرخ ويبيض عليها طائر وكان كلما أخرج الطائر أفراخه رفعها الرجل فأكلها فجاء سنة من السنين ذلك الطائر إلى سليمان وشكا إليه الرجل فبعث سليمان شيطانا ووكله بتلك الشجرة وقال: من دنا منها فازجره فإن لم ينته فشقه باثنين وذلك ما عهد إلى الرجل أن لا يرفع أفراخ الطائر سنين، فلم يطع فلما أخرج الطائر أفراخه قال أولاد الرجل له: ارفع لنا أفراخ الطائر فقال: إن نبي الله سليمان قد نهاني عن ذلك فعاودوه وسألوه قال: فقام الرجل ليرتقي في الشجرة فسأل سائل من الباب شينا فرجع الرجل وتصدق على السائل بصدقة فقال السائل صرف الله تعالى عنك قضاء السوء وجاء الرجل ليرتقي الشجرة فقصده الشيطان الذي كان وكله سليمان بالشجرة ليأخذه فبعث الله ملكا فصرف الشيطان عنه وأبعده حتى ارتقى الرجل الشجرة ورفع أفراخ الطائر فطار الطائر إلى سليمان وشكا إليه فدعا سليمان بالشيطان الذي كان وكله بالشجرة، وقال: ألم أقل لك لا تدع أحذا يدنو من تلك الشجرة قال : بلى، يا نبي الله، قال: فلم تركت الرجل؟ قال: إنه جاءني ملك فضريني وأبعدني فلا الحقه، فدعا بالرجل وسأله عن حاله، وقال: ماذا صنعت اليوم قال: تصدقت اليوم على المساكين بصدقة فدعا لي فقال: دفع الله تعالى عنك السوء قال سليمان: فببركة الصدقة دفع الله تعالى عنك السوء.

Página 275