260

============================================================

ذكر سليمان عليه السلام بتائبها الملؤا أفتونى في أمرى ما كنث قاطعة أمل حتى تشهدود} [الئمل: الآية 32] أي تحضرون فأشاوركم فأعمل بما تشيرون به فكانت بلقيس عاقلة حازمة سائسة وهي بلقيس بنت شراخيل وكان أبوها من ملوك اليمن، قال ابن عباس كان لها اثنا عشر قيلا تحت كل قيل منهم مائة ألف رجل وقال الزجاج ذكر أنه كان تحت يدها ألف ألف قيل والقيل بلغة اليمن الملك تحت كل قيل ألف رجل وقال مقاتل كان لها ثلاثمائة جاثليق والجاثليق القاند مع كل جاثليق ماثة ألف رجل والله أعلم، فلما شاورتهم قال لها القوم: نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد} [النمل: الآية 33] أي قتال شديد فإن احتجت إلى قتال فنحن بين يديك ولا نعجز عن أحد ولم يغلبنا فيما مضى من الأيام غالب وإن رأيت رأيا آخر فإن الأمر إليك فأنظرى ماذا تأمرين} [الئمل: الآية 33) رأينا لرأيك فلما فوضوا الأمر إليها قالت إن الملوك إذا دخلوا قريكة} (النمل: الآية 34) قهرا وعنوة أفسيوها} [الثمل: الآية 34] بالغارة والخراب وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلوب} (الثمل: الآية 34] يمني قوم سليمان يفعلون بنا إن ظفروا بنا ويقال إن الله صدقها فقال وكذلك يفعل الملوك كما زعمت هي. ثم قالت فالرأي عندي أن تعالجهم فإنه لا ندري كيف يكون حال الحرب لنا أم علينا ولكنا نبادلهم بالمال فإن رضوا عنا بالمال فقد كفي الأمر بالمؤنة اليسيرة وعلمنا حينئذ أنه غير نبي فإن استزادنا من المال عرفنا أنه ملك فحينثذ لا تبالي من قتاله فإنه ليس بأكثر منا عددا ولا شوكة وإن لم يقبل المال ولم يرض منا إلا أن ندخل في دينه علمنا أنه نبي فحينثذ لا بد من متابعته ولا طاقة لنا بقتاله فذلك قوله: {وانى مرسلة إلنهم بهدية فناظر؟ يم يرجع المرسلود} (الئمل: الآية 35] من عنده ثم نعمل على ما نتحقق من أمره فاستصوبوا رأيها فهيأت لسليمان الهدايا فقالت الرواة دخل كلام بعضهم في بعض آنها بعثت إليه بألف غلام فرسان بآلاتهم وأسلحتهم عليهم المناطق والأقبية وألف جارية على البغال عليهم الثياب من الحرير وكل نوع من الديباج وأنواع الحلي والزينة وألف تخت من ثياب اليمن وريشها وشيء كثير من اللؤلؤ والياقوت وسائر الجواهر وبلبنتين ويقال بأربع لبنات من ذهب وبعثت بمائة فرس من الخيل العربية الكرام العتاق بآلاتها وبعثت بعشرة غلمان في كلامهم يعض اللين وأمرتهم أن يكلموهم بكلام يشبه كلام النساء وألبستهم ثياب النساء وجعلت لهم ذوائب كذوائب النساء وبعثت بعشرة جوار في كلامهن غلظ وفي أصواتهن فحولة وأمرتهن أن يكلمن سليمان بكلام الرجال والبستهن الأقبية والمناطق والقراطق ثم قالت للرسول قل له: فليميز بين الجواري والغلمان من غير آن يكشف عنهم وبعشت إليه بلؤلؤة غير مثقوبة وقالت: قل له أتثقبها بغير الحديد وبلؤلؤة أخرى مثقوبة معوخجة لا يمكن إدخال السلك فيها فقالت: قل له أدخل السلك فيها وبقارورة فقالت: قل له املأ هذه ماء لا ماء السماء ولا ماء الأرض

Página 260